Strategic Management الادارة الاستراتيجية حقل معرفي متجدد ومنظور، تتعدد فيه التوجهات والمناظير والرؤى، ويجد الباحث فيه مجالاً واسعاً مترامي الأطراف لطرح الافكار الفلسفية والعملية حتى أنه يصعب لملة سيل الكتب والدراسات التي تتخصص في هذا الحقل المعرفي، مما يعطي دليلاً على حيوية هذا الحقل من جانب وصعوبة الكتابة فيه من جانب آخر، إن الأعمال اليوم صغيرة كانت أم شركات عملاقة بحاجة ماسة إلى فكر استراتيجي وتطبيق متجدد لمفاهيم الإدارة الاستراتيجية خاصة بعد أن أصبحت البيئة عالمية بشكل متسارع، إن هذا الأمر يعني ضرورة وجود قيادات إدارية ذات فكر استراتيجي خلاق وقادرة على أن تجد تجاربها الخاصة من خلال ممارسة ميدانية مدعومة باطلاع واسع على تجارب الآخرين وكذلك الفكر الاداري المترامي الأطراف والسريع التطور والتغيير، لقدقطعت الشركات العالمية الصغيرة و الكبيرة في الدول المتقدمة شوطاً كبيراً وطويلاً في تطور الفكر والممارسة الاستراتيجية حتى أصبحت لدى الشركات تجارب خاصة بها تمثل مورداً نادراً لها في المنافسة وخصوصية تعتمد عليها في الارتقاء وتعزيز النجاح الدائم والمستمر. لذلك نجد أن منظماتنا على اختلاف أشكالها وحجومها ومجالات عملها بحاجة ماسة إلى تطور قدراتها في هذا الحقل المعرفي وأن تعزز الممارسات الاستراتيجية فيها، لكي تنتقل من الممارسات الادارية المرتبكة إلى ايجاد الأرضية والقاعدة المنهجية المنظمة لتطبيق إداري سليم وبناء فكر استراتيجي تتعزز من خلاله الخصوصية المنفتحة على الآخرين والمساهمة في تطوير الممارسة الادارية بل والفكر الاستراتيجي الشامل والمتكامل. وهكذا وضع هذا الكتاب بين أيدي الباحثين والطلاب والمدراء والمهتمين في هذا الحقل المعرفي ويحدونا الأمل بأنه سوف يساهم في تجسير وسد الفجوة المعرفية ويعطي صورة شاملة ومنهجية متكاملة للباحثين والمدراء في منظماتنا العربية، لقد تم تقديم بعض من الحالات الدراسية المختارة بعناية بدلاً من طرح مزيد من الحالات دون مساهمة مباشرة في توضيح المفاهيم النظرية وبالتالي تضخيم حجم الكتاب دون مردود ايجابي. لقد تم تقسيم الكتاب إلى ستة أبواب رئيسية، خصص الأول لأساسيات الادارة الاستراتيجية وبشتمل على فصلين الأول مقدمة في الإدارة الاستراتيجية والثاني للتخطيط والقرارات الاستراتيجية، واشتمل الباب الثاني على فصلين تطرق الثالث لتحديد الاتجاه الاستراتيجي وكرس الرابع للتحليل الاستراتيجي للبيئة، أما الباب الثالث فقد خصص الفصل الخامس منه لصياغة الاستراتيجية، والفصل السادس للبدائل والخيارات الاستراتيجية وقد اشتمل الباب الرابع على فصلين هما السابع وقد خصص لتنفيذ الاستراتيجية والثامن للرقابة وتقييم الأداء، وقد تم عرض مجموعة قضايا مهمة ذات ارتباط بالاستراتيجية في الباب الخامس وأخيراً كرس الباب السادس إلى أسلوب تحليل الحالات الدراسية في الإدارة والاستراتيجية وتم عرض مجموعة من الحالات الدراسية ذات العلاقة.