تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
أحمد الطراونة صدور النسخة الإنجليزية لرواية "خبز وشاي"

صدرت عن جامعة ميشيغان بالولايات المتحدة الأمريكية الترجمة الإنجليزية لرواية "خبز وشاي" للروائي والإعلامي الأردني أحمد فرّاس الطراونة، والتي تأتي ضمن مشروع ترجمة الأدب الأردني الذي تنفذه وزارة الثقافة الأردنية مع الجامعة، الذي ضمت المرحلة الأولى منه ترجمة أربع روايات هي: رواية "خبز وشاي" لأحمد الطراونة، ورواية "دروب الرمل" لسليمان القوابعة، و"وديع والقديسة ميلادة وآخرون" للراحل غالب هلسا، ورواية "القرمية" لسميحة خريس.

وأكد مدير الدراسات والنشر في وزارة الثقافة الكاتب مخلد بركات على أهمية هذه الاتفاقية التي تسهم في التعريف بالكتّاب الأردنيين وبالرواية الأردنية، لتكون هذه الروايات المترجمة في متناول المهتمين الناطقين باللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة الأميركية ومختلف دول العالم، مبينا ان العديد من الروايات الأردنية وصلت إلى مستوى رفيع في البناء والمضمون، ووصل البعض منها إلى جوائز عربية مرموقة.

وقال بركات، إن دار النشر التابعة للجامعة ستقوم بتسويق هذه الروايات ونشرها ورقيا والكترونيا على نطاق واسع.

من جهتها، أعربت المشرفة على مشروع ترجمة الروايات وتحريرها ضمن سلسلة الأدب واللغة العربية، في دار نشر جامعة ولاية ميتشجن الدكتورة نسرين اختر خاوري، عن سعادتها بترجمة هذه الروايات المهمة للأدب الأميركي والانجليزي برغم التحديات التي واجهتها، وبخاصة في مجال اللغة المحكية والقصائد النبطية والمفردات الشعبية والريفية داخل المتون الروائية.

وبينت، أنها تعمل على مشروع كبير في التعريف بالسرد الأردني، وإيصال مضامينه إلى العالم الغربي، لما يحمله هذا السرد من قيم إنسانية وفضاءات من الحرية والدهشة.

الطراونة الذي قدم الشكر الجزيل لوزارة الثقافة على هذا المشروع المهم لنقل الإبداع الأردني إلى العالم أشار إلى دور وزارة الثقافة المهم رغم شح الإمكانات في النهوض بالمشهد الإبداعي الأردني.

وشكر الطراونة وزير الثقافة الأسبق نبيه شقم، وأمين عام وزارة الثقافة الروائي هزاع البراري، على خلق فكرة هذا المشروع وتقديمها كنموذج مهم لمشاريع وزارة الثقافة التي تكرس التواصل والتفاعل مع المشهد الإبداعي الإنساني لأنه المشهد الثقافي الوطني جزء أصيل فيه.

وجاءت الترجمة لرواية الطراونة في 152 صفحة من القطع المتوسط، وحمل غلافها صورة لمدينة الكرك التي تجري فيها أحداث الرواية، هي الثانية للروائي الطراونة بعد "وادي الصفصافة" الحائزة على جائزة الدولة التشجيعية للآداب عام 2009.

وتتناول رواية "خبز وشاي.. سيرة أبو وئام الكريك" العديد من القضايا الانسانية والاجتماعية التي طرحها الكاتب بصورة فنية وإبداعية تستحق الترجمة.

اختار المؤلف مسرح روايته في المقابر القديمة، وجعل أبطالها يبحثون في تلك المقابر عن لقى آثرية يستعينون ببيعها على شظف العيش وقسوة الحياة. ليتقصّى معهم معالم القبور، ويتفّقدون الموتى باحثين عما دفن معهم ليباع إلى العارفين بالآثار ويقعون تحت سطوتهم، في إشارة واضحة إلى أهمية التراث الإنساني وخطورة المساومة عليه وبيعه مهما كانت الأسباب، ملقيا بذلك أسئلة مهمة ما تزال تبحث عن إجابات تحت هذا العنوان الخطير.

يرى الطراونة أن الكتابة لحظة نور يصطاد فيها الكاتب فكرته فيضعها على جمر الوعي كي يرسلها على موائد الورق ليختلف عليها ضيوف الإبداع، محاولا رفع صوته وسط هذا الخراب الروحي ووسط هذه العفونة التي بدأت تجتاحنا من كل الجهات، ملقيًا أسئلته في وجه الترف الكاذب من الثقافة والسياسة، دون أن ينتظر إجابات لأن الزمن الحاضر يوغل في الإعتام على خشبة المسرح.

لا يتعّمد الطراونة كتابة ما مضى كما لو أنه يكتب سيرة، لكنه يكتب ما مضى ويصوغه كلحظة قادمة؛ بلغة أدبية قادرة على كسر هيمنة اللحظة التاريخية التي تسيطر، وإعادة بعثها بعيدًا عن تلك القيود التي تخنقها، ويعيدها كما يحلم بها ويفتح أسئلتها العميقة على كل الإجابات.

 

 

 

المصدر: الدستور

05 يناير, 2022 01:01:25 مساء
0