تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
ديوان الهريس الثقافي

أقام ديوان الهريس الثقافي، لقاءه الدوري يوم الاثنين الماضي، وعبر منصة (زووم)، وبمشاركة كوكبة من رواد الأدب والنقد، من مشرق الوطن العربي ومغربه، وتضمن اللقاء مداخلة نقدية حول الخيال الشعري قدمها الدكتور رائد الحاج، إذ وقف على تعريف الخيال الشعري في المدونة النقدية العالمية والعربية، ثم توقف عند مستوياته ووظائفه وإضافاته الجمالية التي يضفيها على النصوص الشعرية، قبل أن يقول إن الشعراء يتمايزون فيما بينهم بطبيعة الخيال الشعري لديهم وكفاءته الجمالية، كما أن القصيدة يجب أن لا تحتشد بالصور الشعرية بحيث تبدو كأنها مستودع لتلك الصور، ومن الأهمية بمكان أن تكون تلك الصور جديدة ومبتكرة، أما تركيبها فيجب أن يكون تركيا معقولا وذات مرجعية منطقية».
تاليا قرأ د. غزاي درع الطائي، بعنوان «إغفاءةٌ على ذراعِ الأحلامِ السَّعيدةِ»، وفيها يقول:


لا تبتئسْ، نزلَ النَّدى أم طارا
نحنُ ابتكرْنا الغيمَ والأمطارا
لا تسألِ الصَّحراءَ عن أخبارِنا
ولتسألِ الأزهارَ والأنهارا
لا تُفشِ سِرَّكَ للهوى مهما يكنْ
إنَّ الهوى لا يحفظُ الأسرارا
وإذا نزلتَ بقريةٍ فانزلْ لدى
شيخِ العشيرةِ واخطفِ الأبصارا
كنْ أوَّلَ الماشينَ نحو المُرتقى
صُلباً وكنْ متلاطماً هدّارا..».
وتحت عنوان «هَيْهَاتَ» قدم الشاعر الدكتور عَادِلْ جُودَهْ قصيدة قال فيها:
«اسْتُبْدِلَ الْمَفْهُومُ وَانزَاحَتْ قِيَمْ
صَارَتْ (بَلَى) مَعْكُوسَةً لَيْسَتْ (نَعَمْ)
مَا بَالُنَا تُهْنَا فَمَا عُدْنَا نَعِي
مِنْ أمْرِنَا شَيئا وَلَا حَتَّى الْكَلِمْ
أَخْلَاقُنَا مُذْ غَادَرَتْ وَاسْتُنْزِفَتْ
الْأُمَّةُ انْقَادَتْ بِخُسْرَانِ الذِّمَمْ
الْعَيْنُ غَابَتْ عَاثَ نُورَهَا الْعَمَى
وَالنُّطْقُ بَاكٍ زَادَ مِنْ قَهْرٍ صَمَمْ
والْآهُ شَاخَتْ لَمْ يَعُدْ مِنْهَا رَجَا
وَالشَّعْبُ صَمْتٌ أَبْكَمٌ مِثْلُ الصَّنَمْ
الشاعر نايف الهريس قرأ قصيدة ذات بعد فلسفي، تحدثت عن الطبيعة الإنسانية حملت عنوان «ذهن تمرأى»، وفيه يقول:
«دَعِ التَّمَنِّي فَرَبُ الخَلْقِ يَكْفَلُهُ
وَاسْتَنْبِطَ الفِعْلَ عِنْدَ العَقْلِ تَلقَاهُ
لأَعْجْبَنَّ بِإنْسَانٍ يَرَى فِتَنَاً
بِالقَوْمِ تُفْرِحُهُ، وَالمَوْتُ يَغْشَاهُ
مَا بَالُ قَوْمٍ وَقَدْ صَحَّتْ عُقُولُهُمُ
يَرُوا العُبُودِّيَةَ شَيْئَاً بِهِ جَاهُ
لَيْتَ المُبَرْمَجُ في مِرْآةِ سَاحِرِهِ
يَخْرُجُ من قَيْدِهِ وَاللُّبُ نَجْوَاهُ
يبغي النجاة من الأحداث مُنْجَدِلاً
وَحَتْفُهُ في المَدَى تُلْوَى ذِرَاعَاهُ».
وقرأ الشاعر د. أحمد عقيلي قصيدة (أبتاه)، وفيها يقول:
«أستصرخ الشعري أعلي دونك الشهبا
يا من بفضلك نسمو رفعة أدبا
أنت الهلال ونور الشمس طلعتك
ونجم حسنك يسمو طاول السحبا
ولم تكن من ذوي الآمال ترصدها
لم تجمع المال والدينار والذهبا
لكن بنيت لنا عزا نسود به
فنعتلي المجد أسفارا به رتبا
هذا قصيدي بدمع العين أكتبه
يا صاحب الفضل يا من زدتنا نسبا..».
وقرأ الشاعر عبد الرحمن المبيضين قصيدة بعنوان «إلى وطني الأردن»، قال فيها:
«أنا الأردن لا خوف ولا سقم
أنا الأردن لا جوع ولا عدم
أنا الأردن أبنائي عمالقة
أعتى من الطود أعلى منك يا قمم
أنا الحريص على أهلي أحبهم
وارفع الرأس مزهوا فاحترم
كونوا بناة لأردن الوفا أبدا
فنحن دوما لأردن الوفا خدم».
وقرأ الشاعر محمود العرابي قصيدة بعنوان «مُلهم الأجيال» وفيها يقول:
«يا أيّها البطلُ الهُمامُ اليعرُبي
يا ناصرَ الحقِّ الرفيعَ النسبِ
يا قِبلةَ القُصّادِ في ليلِ الدُجى
يا هاشميُّ ويا شريفَ الحسبِ
يا بنَ الكرامِ وللكرامِ مواقفٌ
رسَخَتْ وفي صرح المدى والكُتُبِ
بالحق ترقى جبهةٌ عربيّةٌ
كالشمس تشرقُ فوق هام السُحبِ
للأرض شمسٌ كم تغيبُ بليلِها
ها أنت فينا الشمسُ إذ لم تغبِ..».
أما الشاعر شفيق العطاونة فقرأ قصيدة بعنوان «قمح الكلام»، وفيها يقول:
«عمِّديني على صرير يَراعي
واملَئِي من قمحِ الكلامِ صُواعي
هدْهِدي قلبي، ألهميني قصيدي
واحتويني يا نكهة النعناعِ
حين أغوتْني سابغاتُ المعاني
نام ظلُّ المجازِ فوق ذراعي
هيّا انخَبي عطرَ الرّبيعِ مُدامًا
لتُرَوّي كؤوسُهُ أصقاعي
ذاتَ شوقٍ سكبتُ كلَّ دِناني
وسُقيتُ الشِّفاهَ قبلَ الوداعِ..».
الشاعر حسين الجمرة قرأ قصيدة بعنوان «مسبحة الموت»، وفيها يقول:
«حلت علينا دياجي كونِنا ربقا
فاستأسرتنا ولم تخرج لنا فلقا
وغيرتنا، فلا أهل النهى احتُرموا
ولا رأينا ضياء الخلق منبثقا
حتى وجدتُ ذكورا باللحى عرفوا
وعُدَّ في مدرج النسوان من حلقا
وكنت أعمى عن الأعضاء معتصَما
فطار في الجوِّ أعضاء النسا ورقا».
الأديبة يرين العشي قرأت قصيدة من كلمات الشاعر نايف الهريس بعنوان «رثاء فتاة لأبيها، وجاء فيها:
«أبي فيه وصف بالرجال يُعرفُ
لقد عشت عمري في هواه أرفرفُ
أبي كان في عرشي مليك محبتي
إذا بالمنايا تزدريني وتقطفُ..».

 

 

 

 

المصدر: الدستور

30 يناير, 2022 11:11:36 صباحا
0