قصائد تتأمل الراهن العربي وتحلق في فضاء الأنوثة بأمسية عن بعد لديوان الهريس الثقافي
قصائد تتأمل الراهن العربي وتحلق في فضاء الأنوثة بأمسية عن بعد لديوان الهريس الثقافي
استضاف ديوان الهريس الثقافي كوكبة من المبدعين والنقاد العرب، خلال ندوة عن بعد عبر منصة (زووم)، تضمنت قصائد عاينت شجون الراهن العربي، وتغنت باللغة العربية بوصفها هوية جامعة، كما احتفت بالأنوثة.
أولى القراءات كانت للدكتور نجيب عسكر، وهو باحث ومترجم وأديب من اليمن، وقد قرأ قصيدة من ديوانه «مواسم القهر»، بعنوان «كعبة الشعراء»، وفيها يقول: «صنعاء مالك هدك الإعياء؟/ وطغى عليك الذل والأنواء/ فغدوت مثل يتيمة في ظهرها/ سوط وفي القلب الجريح نكاء/ صنعاء أنت العز والمجد الذي/ تسمو به الأصقاع يا شماء/ أنت امتداد إرادة جبارة/ ومليكة ركعت لها الأرجاء/ اسم يشع حضارة، دانت له/ الدنيا وغارت دونه الأسماء/ هيا امتطي الأمل الكبير ولملمي/ كل الجراح فما لهن بقاء..».
تاليا كانت القراءة للشاعر الفرنسي ذي الأصل الجزائري (بيال مراد)، صاحب ديوان «ظل الغزال»، والذي قرأ قصيدة بعنوان (قد حفظت تاريخ ميلادي)، وفيها يقول: «اطمئني إني بخير/ ربما أحزاني لا تنام/ ولا ينام ضجيجها/ لكن اطمئني/ بي شيء خفي يشبه الأمل/ ما زلت أؤمن أن هذا العمر شيء عابر/ وبأن آلاميي عابرة/ مهما شعرت أنها لا تبرح ولا تندمل».
القراءة التالية، في الندوة التي تناوب على إدارتها الإعلامي المصري أحمد رضوان، ونضال برقان، كانت للشاعرة المصرية ابتسام عبد الصبور، وهي عضو اتحاد كتاب مصر، ومؤسسة لجمعية أوتار للإبداع والفنون، التي قرأت قصيدة بالعامية المصرية، تناولت شجونها وهواجسها وقد أصبحت جدّة.
ومن مصر كذلك كانت القراءة التالية للشاعر محمد مغاوري، الذي قرأ قصيدة بعنوان «لا ذنب لي»، وفيها يقول: «لا ذنب لي حين التقينا والستار تمزقا/ ورأيت دمعك في الورود على الخدود تدفقا/ لما حرمت من الوصال ظلمتني، سافرتُ فيك.. تركتني، والشوق منك إلى الحبيبة ما ارتقى/ وسألتني يا قلب، من طاف المساء بشقوتي، وبغير حلمي وارتقى حد البكاء إلى الجنون تشوقا..».
الشاعر ودكتور مصطفى حسين قرأ غير قصيدة، الأولى حملت عنوان (ليلى أنا قيس الجديد)، والثانية بعنوان (الحب في الزمن الوباء)، وفيها يقول: اعْزِل حَبيبكَ فالوِقَاءُ العزلُ/ والقُرْبُ مَا عَمّ الوَبَاءُ القَتلُ!/ إمَّا اعتزلتَ قضَى البلاءُ قضاءَهُ/ فيمنَ تحِبُّ فضاقَ عنكَ الحَولُ/ فاحذرْ مخالطةَ الحبيبِ تقربًا/ يَقْوَ التَّعلُقُ والجوَى والحَبْلُ/ وَدَعِ التشاؤم في اعتزالك إنَّما/ حَالُ التفاؤلِ نِعْمَ.. نِعْمَ الفألُ/ سَلّم بقلبكَ فَالفؤادُ تحيَّةٌ/ كبِّلْ يديْكَ فَفي السَّلامِ النَّصلُ!/ لا للعناقِ ففي الخيالِ مُروءةٌ/ والآنَ قد يَعني العناقَ الغَيْلُ!/ عانقِ بعينكِ مُغمضًا مُتزهّدًا/ فالزُّهدُ عِشقٌ والتفكُّرُ مَيْلُ..».
المشاركة التالية كانت للأديبة شيرين العشي، والتي قرأت قصيدة بعنوان «الشعب أقوى»، من كلمات الشاعر نايف الهريس، ومما جاء فيها: «دَعَا الشَّعْبُ سَيْفَ اللهِ لِلْسِفَلِ/ وَنَارُ الغَضَى تَمْحُو لَظَى الدُّخَلِ/ رَسَا آيَةً عُظْمَى بِوِحْدَتِهِ/ لِتُخْفي رِيَاحَ الظُّلْمِ لِلَأَزلِ/ فَعَمَّ النِّدَا بِالنَّاسِ مُفْتَخِراً/ كَمَا اسْتَبْسَلُوا في مَوْقِفٍ جَلَلِ/ فَأَعْيَا بَليغَ الكِذْبِ مَصْدَقُهُمْ/ وَكُلُّ افْتِرَى قَدْ آلَ لِلْفَشلِ..».
وقرأت الأديبة حياة ضراغمة قصيدة بعنوان «يا روعة الحرف»، وفيها تقول: «امتلأت الآن شذى/ أقحمت نفسي في الغد/ وبح صوتي في النداء/ أيقظتني الأحلام/ على صوت الراحلين/ كانوا يمشون/ بلا شوارع/ بلا أعمدة/ الأوتاد معلقة/ في نيران الخوف/ والطريق/ سبحت نحو البحر/ والدموع مرهونة/ في مرآة.. معذبة/ هكذا مشت الأيام على التربة/ ونزح منها الحجر».
تاليا كانت القراءة للشاعر الجزائري (مشلوف) محمد، صحاب كتاب (شموع ثقافية لا تنطفئ) وديوان (تراتيل عاشق)، وقد قرأ قصيدتين، واحدة منها حملت عنوان «دهران من خوف»، وفيها يقول: «دهران مرّا بجنب العمر في عجل/ ستون عاما من الأحلام والأمل/ سبحان من جعل الأعمار دائبة/ إن السنين من الآيات من أزل/ عقدان في وطن شابا على خرف/ خيراته نُهبت والذئب في وجل/ دار الزمان وضاع السيف من أمم/ كأنه في أيادي القوم في جدل..».
من جانبه قرأ الشاعر العراقي غزاي درع الطائي قصيدة بعنوان «مَنْ نحنُ؟»، وفيها يقول: «مَنْ نحنُ؟ نحنُ الصّاعدونَ فراقدا/ والنّازلونَ على التُّرابِ قصائدا/ الرّافعونَ رؤوسَنا حتى وإنْ/ هَمَتِ السَّماءُ على الرُّؤوسِ جلامدا/ والنّاثرونَ دموعَنا ذهباً على/ أحبابِنا والجامعونَ قلائدا/ إنّا لنضحكُ والشَّدائدُ حولَنا/ وعلى شدائدِنا نكونُ شدائدا».
وقرأ الشاعر محمد معتوق من مصر قصيدة بالعامية المصرية، حملت عنوان «أنا والشعر»، تبعه الشاعر نصر بدوان بقصيدة بعنوان «دم على قميص الريح»، وفيها يقول: «دم على قميص الريح/ يرسم خارطة الوطن/ يفتح الورد في شرفاه للعاشقين/ ويطلق حنجرة الحساسين غناء/ فكوني كما شئت عاشقة/ وصلي صلاة قديسيين/ لم يمسهم دنس/ طاهرة ظاهرا باطنا/ كي يكتمل المعنى/ وتظلين أنثى العشق في قلبي/ وخفق جناح الروح بالبشرى..».
الشاعر المغربي سعيد أصيل قرأ قصيدة بعنوان «عابِراً أرتديك يا ليلُ»، وفيها يقول: «يبتلع الليل ريقه/ ويعبر المطر ظلي../ تصفو الأوراق/ وسطح الروح يمتد في الهُنا والهُناك../ تتهيأ الحرب في الفناء/ فتعبر فراشة الصمت سريعة../ تعبر الشاشة خلفها../ وخلف الخلف تنثر الأصوات صمتها../ وتمضي/ أمتص تفاهات المشهد اليومي: صخب العمر، سواد السير الطويل، أغنية الصباح تفرش الأرض ناراً/ وترسم الموت مرايا/ تغادرني الشوارع/ أمر من جرس/ وأنسلُّ مني ومن نفسي../ تفتح لي أسوار الليل صدرها/ وتأويني..».
تاليا قرأت الأديبة هيام ضمرة نصا إبداعيا بعنوان «بيروت يا ابنة السماء»، وفيها يقول: «مَنْ يا ربَّ السماءِ حاكى/ العُمرَ بروابينا؟/ فمَرَّ صِيداً على الديارِ/ ليَستَحضِرَ فينا بوَاكينا/ تركوا بالنهارِ لوعَتنا/ حتى يَجفُو بعدَ الحُزنِ نادينا/ فمنْ سيُمسِّدُ اليومَ وجهَ بيروت؟/ ويَعيدُ اجترارَ الحُمرةَ بالغروب/ مَنْ سيُداوي نزفَ جِراحَها/ ويَمسَحُ الدماءَ عن جبينِ مراحِها/ ..أيا حسناءَ تربعتْ على عَرشِ الجمال..».
الشاعر عبد الرحمن المبيضين قرأ قصيدة بعنوان «إلى المتنبي»، قال فيها: «الخيلُ والليلُ ولّتْ لم تعد تُرمُ/ والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ/ فاليوم يلعبُ فيروسٌ بديرتنا/ قد أنهكَ النّاس فالأبطالُ تنهزمُ/ ما عاد للسيفِ دورٌ كي نلوذ به/ أو عاد للرُّمحِ أدوارٌ فينتقمُ/ حتّى القراطيس ما عدْنا نطالعها/ قد جفّت الصُّحفُ لا حبرٌ ولا قلمُ/ أين المدارسُ فالأبوابُ مغلغةٌ/ أين المساجدُ لا شيخٌ ولا خدمُ/ ولا صلاةٌ بوقت الفجْرِ نحضُرها/ ولا دعاءٌ ولا ذكرٌ ولا كَلمُ/ كيف السبيلُ وقد ماتتْ مجالسُنا/ فلا يُعزَى الذي أودى له رحِمُ..».
ختام القراءات الشعرية كان مع الشاعر نايف عبد الله الهريس، مدير الديوان ومؤسسه، فقرأ قصيدة غزلية، قال فيها: «أنا في الهوى صب بلا عقد/ وروحي صبت بالشيب للرغد/ وعمري لهيب الكيف شعّله/ بحب غريق العشق في جسدي/ وإن شط وادي الحب عن شغفي/ ألبي ضفاف العشق بالرقد/ وإن شط وادي الحب عن شغفي/ ألبي ضفاف العشق بالرقد..».
تاليا قدم النقاد: الأستاذ فوزي الخطبا من الأردن، والأستاذ الدكتور إياد الحمداني من العراق، والدكتور مصطفى حسين من مصر، والدكتور سعيد أصيل من المغرب، إضاءات نقدية حول مجمل القصائد التي قرئت في اللقاء، متتبعين بعض السمات الأسلوبية والملامح الجمالية لتلك القصائد.
المصدر:الدستور.