ستيفن بينكر «مكتبة الحسين» تناقش كتاب «التنوير الآن»
ستيفن بينكر «مكتبة الحسين» تناقش كتاب «التنوير الآن»
ضمن نشاطاتها الدورية، استضافت مكتبة الحسين بن طلال اللقاء الحادي عشر من لقاءات «نادي الكتاب» الذي تشرف عليه المكتبة، بالتعاون مع مديرية ثقافة إربد، ويديره الروائي هاشم غرايبة.
وخُصص اللقاء الذي أُقيم باستخدام تقنية الاتصال المرئي عن بعد، بحضور مدير المكتبة الدكتور عمر الغول، لمناقشة كتاب «التنوير الآن» للمفكر الأميركي الكندي ستيفن بينكر.
وشارك في اللقاء كمتحدث رئيسي كل من عميد البحث العلمي والدراسات العليا الدكتور أيمن حمودة، والدكتور زهير توفيق، أستاذ الفلسفة بجامعة فيلادلفيا، وساهم في التعليق على المناقشة الدكتور نايف العجلوني، والطالبة سماح العجاوي من كلية الطب، والطالبتان ريناد أبو زيتون وياقوت بني ياسين من كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجيا، وحضرها عدد من أساتذة الجامعة وموظفيها وطالباتها، فيما أدار اللقاء الروائي هاشم غرايبة.
وبيَّن د. توفيق أن بينكر هدف من كتابه إلى الدفاع عن التنوير، وإلى القول بأن العالَم يعيش اليوم في حال حسن بفضل أخذه بمبدأ التنوير. لكنَّه أخذ على بينكر أنه يقارن بين الماضي والحاضر مقارنة مطلقة، دون أن يأخذ بالحسبان الظروف التفصيلية لكل زمان. كما أخذ عليه أنه يماهي بين الرفاه والسعادة، وهي مماهاة غير صحيحة، فالعالَم يتمتع اليوم بقدر كبير من الرفاه المادي، لكنَّ هذا لا يعني أنه حقق السعادة التي هدفت حركة التنوير في القرن الثامن عشر إلى تحقيقها.
ونبَّه د. حمودة إلى أن حركة التنوير قامت لتنادي بالعدل والمساواة وبالحرية، لكنها تخلت عن هذه المبادئ حيثما تعارضت مع مصالحها. واستعرض تطور العلم منذ القرن التاسع عشر، وموقف العلماء منه، خاصَّة بعد أن شكَّكت التطوُّرات العلمية مطلع القرن العشرين بقدرة العلم المطلقة.
وقال حمودة إنَّ فكر بينكر نتاج للقرن التاسع عشر، يدعو إلى العلم ويؤمن به، لكنَّه وافق توفيق في أنَّ بينكر يخلط في كتابه بين الرفاه والسعادة، وأنه يدافع في الحقيقة عن نتائج التطور التكنولوجي في القرنين الماضيين وليس عن جوهر التنوير.
وأكد هاشم غرايبة أن التنوير عند بينكر هو العلم، والعقل، والتقدم، وأن بينكر انحاز للعلم وللمعطيات المادية في التطور الإنساني، ليؤكد أن الإنسان سائر إلى الأمام في تقدمه، مع ما يحمل ذلك من نتائج وعواقب. ونوَّه الغرابية أيضًا بأسلوب بينكر البسيط في الكتابة، وباعتماده على البيانات والإحصاءات.
ولفت د. العجلوني نظر المشاركات والمشاركين إلى أن الكتاب المترجم لم يتضمن فصول الكتاب الأصيل كلها، مؤكدا أن القارئ لا يجد بدًا من مشاركة المؤلف بالاحتفاء بالقيم الإنسانية، من عدل ومساواة، لكنَّه يختلف معه عندما ينحاز إلى الرأسمالية الغربية وإلى المركزية الغربية بوجه عام، وكما وأخذ عليه العجلوني، إلى ذلك، أيضا موقفه من الفكر الاشتراكي.
وأدارت اللقاء مشرفة النشاط الثقافي في المكتبة سوزان ردايدة، وأداره فنيًا رئيس قسم الدعم الفني سامي أبو دربية.
المصدر:الدستور