تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

علاج الحازوقة المزمنة

علاج الحازوقة المزمنة

متى تكون الحازوقة التي تُعاني منها هي حازوقة مزمنة وليست عابرة؟ الحازوقة أو الفواق Hiccup هي عبارة عن انقباض لا إرادي في عضلة الحجاب الحاجز؛ وهي تلك العضلة الفاصلة بين صدرك وبطنك والتي لها دور مهم في عملية التنفس، عندما تُصبك الحازوقة فإنّ كل انقباض في هذه العضلة يتبعه إغلاق مفاجئ، الأمر الذي من شأنه أن يُصدر صوت الفواق المميز الذي تسمعه،ولعلّك لاحظت عند إصابتك بمثل هذه الحالة أنّها قد تستمر لبضع الوقت قد يصل إلى ساعات أو حتى ليوم أو يومين، أمّا الحازوقة التي سوف يتم التطرق للحديث عنها هي تلك التي قد تستمر لمدة طويلة من الزمن وتُعرف في هذه الحالة باسم الحازوقة المزمنة Chronic hiccup، أو الحازوقة المستعصية، وفي بعض الحالات النادرة قد تستمر لمدة تصل إلى أكثر من شهر، أمّا عن أطول مدة زمنية أُصيب خلالها أحدهم بالحازوقة المزمنة فقد وصلت إلى 60 عامًا.

 

يقول الدكتور لويد بيرينو طبيب أمراض الجهاز الهضمي في عيادة بانر هيلث في أريزونا: "أنّ الحازوقة ما هي إلّا نتيجة للتشنجات التي تسبب انقباض الحجاب الحاجز بشكل لا إرادي"، ويضيف قائلًا أنّ "العصب الحجابي يتحكم في الكثير من حركة الحجاب الحاجز، والتي تعد العضلة الأساسية المسؤولة عن التنفس."

 

 

عادةً ما تبدأ الحازوقة بشكل مفاجئ وتنتهي في غضون دقائق من تلقاء نفسها دون أي تدخل، وهي ليست أمرًا مقلقًا بحدّ ذاته، بل إنّ مصدر القلق الذي يترافق معها هو الفترة الزمنية التي من الممكن أن تتستغرقها للتوقف، فالفواق المزمن والذي يستمر لمدة طويلة من شأنه أن يسبّب الإرهاق لصاحبه، بالإضافة إلى فقدان الوزن الذي قد يترافق مع قلة النوم والانقطاع عن تناول الطعام.

 

هل أشار عليك أحدهم بشرب كأس من الماء عند إصابتك بالحازوقة؟ يعتقد الكثيرون أنّك قد تتخلّص من الحازوقة بمجرّد شربك بعض الماء، ولكن علاج تلك الحازوقة المزمنة التي قد تستمر طويلًا لا يكون بهذه البساطة، إذ أنها قد تسبّب مشاكل صحيّة أكثر خطورة، كما أنّها قد تكون عَرَضًا لأحد الأمراض المزمنة وهذا الأمر يحدّده فقط الطبيب المختص، حيث يقوم الطبيب بدايةً بتحديد سبب حدوث الحازوقة المزمنة، ومن ثمّ وصف العلاج المناسب على إثر ذلك، وقد تشمل هذه العلاجات الموصوفة بعضًا من الآتي:

 

  • علاج الحالة المرضيّة المسبّبة للحازوقة.
  • تناول الأدوية التي يقوم الطبيب بوصفها.
  • الخضوع لعملية جراحيّة مثل زرع جهاز يعمل على تحفيز العصب المبهم كهربائيًا.
  • حقن العصب الحجابي بمخدر.
  • العلاج بالإبر.

 

لا تعد الحازوقة بحد ذاتها أمرًا يثير القلق، إنما ما يمكن أن تتسبب به من مضاعفاتٍ، كما أنها قد تكون مؤشرًا على وجود حالةٍ صحية أخرى.

 

علاج السبب

هل من المكن أن يكون سبب الحازوقة المزمنة التي تُصيبك هو بعض الأورام السرطانية؟ ليس من السهل تحديد السبب الرئيس الكامن خلف إصابتك بالحازوقة المزمنة، كما قد يتطلّب معرفة السبب وقتًا طويلً لاكتشافه الأمر الذي قد يؤخر توفير العلاج المناسب لهذه الحالة، أمّا عن الأسباب التي قد تمّ ربطها بالإصابة بالحازوقة المزمنة حتى اللحظة فهي قد تمّ تصنيفها ضمن الآتي - مع التأكيد على أن الطبيب وحده المسؤول عن التشخيص-:

 

تلف الأعصاب أو تهيجها

قد يُعزى سبب إصابتك بالحازوقة المزمنة تلف أو تهيّج تلك الأعصاب المبهمة المحيطة والمرتبطة بعمل الحجاب الحاجز، أمّا عن العوامل التي قد تسبّب تهيجًا في تلك الأعصاب فهي قد تتضمن الآتي:

  • الارتجاع المعدي.
  • التهاب الحلق.
  • التهاب الحنجرة.
  • وجود ورم أو كيس في رقبتك.
  • وجود شعر أو أي شيء آخر في أذنك يلامس طبلة الأذن.

 

اضطرابات الجهاز العصبي المركزي

قد يسبّب وجود كتلة أو عدوى في الجهاز العصبي المركزي أو حتى التلف في هذا الجهاز تعطيل التحكم الطبيعي للجسم تجاه الحازوقة، وقد تشمل الأمراض المرتبطة بالجهاز العصبي المركزي والتي قد تكون الحازوقة المزمنة مرافقةً لها الآتي:

  • التهاب الدماغ.
  • التهاب السحايا.
  • مرض التصلب اللويحي.
  • إصابات الدماغ.
  • الأورام.

 

لعلّ أول مراحل علاج الحازوقة المزمنة هو تحديد سبب حدوثها، إذ من الممكن التخلص منها من خلال علاج السبب الرئيس لحدوثها.

الأدوية

هل يُمكنك اللجوء لعلاج الحازوقة المستمرة بالأدوية؟ وما هي الأدوية التي بإمكانك استخدامها في مثل هذه الحالة؟ قبل ذكر الأدوية التي بإمكانها علاج الفواق المستمر لا بدّ لك وقبل تناول أي دواء استشارة الطبيب، إذ إنّ لجميع الأدوية آثارًا جانبية، قد تسبّب ضررًا ينفي الفائدة المرجوّة منه في بعض الأحيان، كما أنّ بعضها قد لا يُناسبك، أو قد يتداخل مع أدوية أخرى تقوم بتناولها، أمّا عن قائمة الأدوية التي قد يصفها لك الطبيب فهي قد تشمل الآتي:

 

  • باكلوفين: وهو عبارة عن مرخي للعضلات.
  • الكلوربرومازين: وهو دواء يتم استخدامه لعلاج الأمراض النفسية.
  • ميتوكلوبراميد: وهو دواء يتم استخدامه لعلاج االاضطرابات المرتبطة بالجهاز الهضمي مثل مشاكل المريء، والارتجاع المعدي المريئي.
  • هالوبيريدول: وهو نوع من المهدئات.
  • مسكنات الألم: حيث يمكنها أن تخفف من الألم المصاحب للحازوقة المزمنة.
  • مرخيات الأعصاب: مثل الفينيتوين، حمض الفالبرويك، وكاربامازيبين.

 

لا تقم بتناول أي من الأدوية السابق ذكرها من تلقاء نفسك، لا بدّ لك استشارة الطبيب المختص قبل اللجوء إلى أي نوع من الأدوية.

 

الجراحة

هل يُمكن أن يوصي الطبيب بعمل جراحة عند إصابتك بالحازوقة؟ قد تتطلّب الحازوقة تدخلًا جراحيًّا في حال كانت مزمنة، ومستمرة، وفي حال لم تستجب حالتك للعلاجات الأخرى، عند ذلك من الممكن أن يوصي طبيبك بزرع جهاز يعمل على البطاريات عن طريق الجراحة، إذ أنّ مبدأ عمل هذا الجهاز يكون من خلال إيصال محفزّات كهربائية خفيفة إلى العصب المبهم، ومن الجدير ذكره أنّ هذا النوع من العلاج مُستخدم بشكل شائع في حالات الصرع، إلّا أنّه كذلك أثبت فاعليته في التحكم بالحازوقة المزمنة.

 

من الممكن اللجوء إلى علاج الحازوقة المزمنة التي تعاني منها عن طريق الجراحة، وذلك في حالة عدم الاستجابة للعلاجات الأخرى.

 

حقن العصب الحجابي بمخدر

هل يُعد الإحصار العصبي تدخلًا علاجيًّا آمنًا؟ وكيف يتم هذا النوع من العلاج؟ من العلاجات المستخدمة أيضًا في حالة الحازوقة المزمنة حصر العصب الحجابي، قد يلجأ الطبيب لهذا النوع من العلاج في حال عدم نجاع العلاجات السابقة، ويتضمن هذا العلاج حقن مخدر موضعي في منطقة قريبة من العصب الحجابي، ولكن لا بدّ من أخذ الحيطة والحذر عند اللجوء لهذا العلاج، كما أنّه من الأفضل عدم اللجوء له إلّا بعد استنزاف الطرق الأخرى، والتأكد من عدم فعاليتها، إذ أنّ هذا العلاج يتضمّن قطع العصب الحجابي، الأمر الذي قد ينجم عنه بعض المخاطر نظرًا لأهمية هذا العصب في عملية التنفس

 

قد يضطر طبيبك إلى حصر العصب الحجابي وذلك لإيقاف حدوث الحازوقة المستمرة، ولكن من الأفضل اللجوء للعلاجات الأخرى قبل استخدام هذا النوع من العلاج، وذلك درءً للمخاطر التي قد تنجم عنه.

 

العلاج بالطب البديل

هل يُمكن أن يُساعد الوخز بالإبر في علاج الحازوقة المزمنة؟ يعد العلاج بالإبر من العلاجات القديمة، وهو العلاج المتعارف عليه بين الناس بالطب الصيني، أو العلاج بالإبر الصينية، وقد لوحظ أنّه من الممكن استخدامه في حال كنت تعاني من الفواق المستمر، حيث يعمل هذا النوع من العلاج في المساعدة على التقليل من التوتر، كما يعمل على إعادة التوازن في الجسم، قد يُساعد الضغط على بعض مناطق الجسم في التخفيف من الحازوقة، كما يجب التركيز على التنفس أثناء القيام بهذا العلاج، وقد تشمل نقاط العلاج الآتي:

منطقة الفك.

منطقة الصدر.

منطقة الشفة العليا.

 

قد يُفيد الطب الصيني التقليدي في التخفيف من الحازوقة المزمنة مع ذلك يجدر التنويه إلى إنّه يوجد بعض الحالات التي يجب عدم خضوعها للعلاج بالإبر الصينية، لذا عليك إخبار الطبيب المختص بأي حالة صحية تعاني منها قبل اللجوء لهذا العلاج أو أي علاج آخر.

 

نصائح للتعامل مع الحازوقة المزمنة

تُرى هل تؤثر الحازوقة المزمنة على حياتك اليومية؟ ما هي هذه التأثيرات وكيف يمكنك التعامل معها؟ إنّ التعايش مع استمرارية الحازوقة المزمنة لا بدّ له أن يكون أمرًا صعبًا، لما لهذه الحالة من التأثير على حياة الشخص وعاداته وصحته الجسمية وحتى العقلية، كما يُمكن لهذه الحالة المرضية أن تجعلك تعاني من القلق، كما تجعل مسألة النوم أكثر صعوبة، الأمر الذي بدوره أن يسبّب لك الإرهاق، والتقليل من طاقتك خلال النهار.

 

بالإضافة إلى ما سبق قد يكون للحازوقة المزمنة تأثيرًا على نظامك الغذائي، حيث قد تؤدي إلى صعوبة في تناول الطعام والشراب، وبالتالي تسبّب جفاف الجسم، وفقدان الوزن، لذلك ومن أجل التخفيف من الآثار السيئة التي من الممكن أن تخلّفها هذه الحالة والتي من شأنها التأثير على حياتك، لا بدّ لك من اتباع بعض النصائح التي من شأنها أن تساعدك في التعامل مع الحازوقة المزمنة، والتي قد تشمل الآتي:

 

  • يُمكنك مشاركة زملاؤك بما تعانيه، وشرح حالتك الصحية لهم، قد يوفرون لك الدعم والمساندة.
  • لا بد لك من الحصول على قسط كاف من النوم، كما يُمكنك اللجوء إلى القيلولة خلال النهار، وذلك للتخفيف من التعب والإرهاق الذي قد يرافق قلة النوم.
  • يُمكن لبعض التمارين الرياضية أن تُساعدك عند ممارستها بانتظام، إذ من شأنها تحسين الجانب الصحي، مع ذلك لا بد من تجنّب التمارين التي قد تكون منهكة.
  • تناول كميات قليلة من الطعام، وقم بتجزئة وجباتك وتوزيعها على مدار اليوم، بدلًا من تناول وجبات كبيرة.

 

  • تجنّب تناول الأطعمة والمشروبات التي من شأنها أن تحفّز الحازوقة والتي قد تشمل الآتي:
    • الأطعمة الحارة.
    • التوابل.
    • المشروبات الغازية.
  • كما يُمكنك تجنّب الجفاف وضمان بقاء جسمك رطبًا من خلال الاحتفاظ بزجاجة ماء معك أينما تذهب وعلى مدار الوقت، وذلك لشرب كميّات قليلة من الماء طوال اليوم.

 

31 يوليو, 2021 04:54:09 مساء
0