فى روايته دفاتر الوراق الفائزة بجائزة البوكر هذا العام يلعب الروائى الأردنى جلال برجس على تيمة المثقف المقهور والقارئ النهم، الذى تحبطه الأيام والحوادث فتلقى به فى قعر كل شىء ليجد نفسه فى النهاية عائما فى القاع مع جمع من المهمشين.

وتنبنى فى الرواية الحوادث الواقعة فى السياق ذاته طوال الوقت مهما كانت الشخصيات، غير أن ما يلفت النظر فى النهاية هو أن البطل إبراهيم جاد الله المصاب بالفصام تفاجئه قرقرة فى البطن فى اختراع روائى جديد إذ لم يلعب روائى من قبل تيمة القرقرة تلك، فهناك نفس أخرى تكلمه من الداخل لكنها كلما كلمته أحدثت قرقرة في البطن فى إشارة إلى ما تحدثه من ألم وتهب جسماني مرهق.

البطل هائم على وجهه طوال الوقت فهو لا يعرف له طريق أبدا بل إنه يسعى للانتحار فى النهاية ويقرر الانتحار على طريقته الخاصة غير أنه يلاقى امرأة تغير مجرى تفكيره بعد أن تحكي له حكايتها فيقلع عن الفكرة وهو الذى رتب لها الطريق حتى أنه حجز فى فندق ليمضى آخر أيامه بجوار البحر الذى اختاره مرقدا أخيرًا.

وفى رحلة الهيمان على الوجه التي لا تنقطع يلتقى البطل بمجموعات من المشردين والمهمشين الذين يجتمعون سويا فى بيت لهم وهي تيمة ظهرت من قبل فى عدد من الروايات غير أنه يلعبها بطريقة مختلفة يحكى من خلالها عذابات المشردين فى بلاده.

غير أن النقطة الفارقة التي تبقى هي الحيلة الروائية الأكثر اختلافا في الرواية هي تقمص البطل مجموعة من الشخصيات الروائية فهو واقع فى غرام روايات مثل دكتور زيفاجو وثلاثية نجيب محفوظ ومن ثم فهو يقلد شخصياتها الرئيسة، وعليه فإنه يتقمص شخصية دكتور زيفاجو، وغيره من أبطال الروايات ويبدأ فى تنفيذ جرائم للانتقام من المجتمع.

‎و"جلال برجس" روائى أردنى، حصلت روايته "أفاعى النار / حكاية العاشق على بن محمود القصاد" على ‏جائزة كتارا عام 2015، وحصلت روايته "مقصلة الحالم" على جائزة رفقة دودين للإبداع ‏السردى، 2014 وحصلت مجموعته القصصية "الزلزال" على جائزة روكس بن زائد العزيزى، 2012 ‏ووصلت روايته "سيّدات الحواسّ الخمس" إلى القائمة الطويلة للجائزة العالميّة للرواية العربية "بوكر"، ‏‏2019.

‎صدر له بالإضافة إلى روايتيه الشهيرتين دفاتر الوراق وأفاعى النار كل من: حكايات المقهى العتيق، رواية مشتركة، 2019، كأى غصنٍ على شجر، شعر، 2008؛ "قمر ‏بلا منازل" شعر 2011.

المصدر: صحيفة الاقتصادية