تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

أهمية وفائدة الوقت في حياة الفرد والمجتمع

يتجاهل كثيرٌ من النّاس أهميّة الوقت في حياتهم فتراهم يقضون السّاعات الطّويلة في التّسمر أمام شاشات التّلفاز يشاهدون المسلسلات الطّويلة عديمة الفائدة، أو تراهم يقضون ساعاتٍ طويلة وهم جاسلون يتحدّثون في توافه الأمور بدون مراعاة قضيّة في غاية الأهميّة وهي حسن استغلال أوقاتهم في النّافع والمفيد من الأمور، فعمر الإنسان محدود بأمدٍ معيّن ينتهي بانتهاء حياة الإنسان على هذه الأرض، فإذا حان أجل الإنسان انقطع عنه كلّ شيء وتركه، وأصبح وقت الإنسان جزءً من الماضي، وإنّ أهميّة الوقت في حياة الفرد والمجتمع تنطلق من عدّة أمور نذكر منها: إنّ تنظيم الوقت هو سرّ النّجاح في الحياة، فإذا نظرت في حياة المشاهير والعلماء ومن تميّزوا في هذه الحياة تراهم يحرصون عل مسألة تنظيم أوقاتهم واستغلالها الاستغلال الأمثل، بل تراهم يشغلونها بكلّ مفيدٍ ويغتنموا كلّ ثانيةٍ فيها بالنّافع والمفيد من العمل، ولا شكّ بأّنّ هذه الطّريقة في استغلال وتنظيم الوقت هي سرّ نجاح أولئك، فالوقت يمكن تشبيهه الكائن غير المنضبط والمنفلت من كلّ عقال وكالرّيح المرسلة التي تمرّ على الإنسان مرور الكرام، وبالتّالي فإنّ تنظيمه هو تحدٍّ بلا شكّ للكثير من النّاس الذين يسعون إلى النّجاح في حياتهم والتّفوق في دراساتهم. محدوديّة الوقت وانقضاؤه، فالوقت مهما كان متاحًا أمام الإنسان فإنّه يذهب أدراج الرّياح إذا لم يستغله الإنسان وينظّمه. إدارة الوقت كعامل من عوامل نجاح المؤسّسات التّجاريّة والمصانع وغيرها من الأعمال، فقد عني كثيرٌ من علماء الإدارة بدراسة عنصر الوقت وأهميّته في نجاح المؤسسات والأعمال، فحرصوا على تنظيمه وحسن إدراته وتوجيه العاملين لحسن استغلال الوقت بما يعود عليهم وعلى المؤسسة التي يعملون بها بالفائدة المرجوّة وحيث يتمكن الإنسان من تحقيق أهدافه. الوقت كعامل من عوامل الرّقي الحضاري في المجتمع فالمجتمعات التي تحرص على وقتها وحسن استغلاله كما تحرص على تنظيمه هي المجتمعات الأقدر على النّهوض والرّقي الحضاري، لذلك نجد المجتمعات المتقدّمة تحرص على تنظيم الوقت وحسن استغلاله، بل وتعمل على برمجة الأفراد فيها على احترام الوقت والالتزام به حتى تتحقّق منظومة الرّقي الحضاري، فترى على سبيل المثال وسائل المواصلات تصل بدقّة إلى موقف انتظار النّاس بدون تأخير، وتنطلق من مكانها كذلك بدون تأخير، كما ترى المحلات التّجاريّة تغلق في ساعة معيّنة بينما ترى مجتمعات متأخّرة تتّسم بالعشوائيّة في كلّ شيء وعدم احترام الوقت الذي يسبب تراجع الأمم وتخلفها. الالتزام بالمواعيد واحترام الوقت هو مؤشّر على شخصيّة تتسم بالأخلاق الحسنة والنّجاح في الحياة.

 

 

 

 

05 سبتمبر, 2021 03:20:38 مساء
0