تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

كيف تيسر امورك

 

حتى تسير الأمور بالشكل الصحيح ينبغي أن يفكر الإنسان بالطريقة الصحيحة، والتي يضمن له أن يتقدم وينجح بشكل كبير جداً فتيسير الأمور يحتاج من الإنسان إلى التخطيط الجيد، وأيضاً يحتاج إلى أن ييسر الأمر ولا يعقده على نفسه أو على من حوله، فتيسير الأمور يعني تبسيطها حتى تسير وتمضي بكل سلاسة وبدون أن يشعر بها، وكأنها لم تكن يوماً ما، ومن هنا فإن تيسير الأمور على النفس وعلى من هم حولنا هو من أهم الأمور التي يتوجب الاعتناء بها، فمن فرج عن مسلم كربة فرج الله تعالى بها عنه، هكذا علمنا معلمنا الأعظم – صلى الله عليه وسلم -.


فتيسير الأمر بهدف تسييره، يجب أن يكون هو المنهج الذي يتوجب اتباعه والقاعدة التي يجب أن يسير الجميع عليها مهما كانت الظروف، فليس هناك تعرف ما هو معقد إلا ما عقدناه نحن على أنفسنا، والتعقيد هو أساس كل مشكلة في حياتنا، إذ يعمل على زيادة الكآبة والتشاؤم وربما الأمراض، لذا يجب على الإنسان أولاً أن يوقن أن العلم والمعرفة والجهد المبذول والتعب على النفس والجد والاجتهاد من أهم الأمور والتي يتوجب عليه أن يعمل عليها لأنها تخفف عليه بشكل كبير وتزيل أي تعقيد قد يصادفه في حياته. ولنعد إلى العلم قليلاً، فالجاهل بالشئ ليس كالعالم به، إذ أن الجاهل هو من يرى كل شيء صعباً وكل شيءمعقداً وكل شيء مخيفاً وهذه المزية الكبيرة في الجهل، يستغلها بعض الناس على الدوام حتى يحكموا السيطرة على الآخرين، لأن الجاهل يدري أن حل أي شيء هو بيد غيره وأنه غير قادر البتة على مواجهة أي شيء ظناً منه أنه ليس لديه القدرة الكافية على القيام بهذه الأمور المختلفة والمتنوعة، عندها سيبقى تابعاً لغيره ولن يخطو أية خطوة إلى الأمام.


كما ينبغي لتسيير أمورنا بالإضافة إلى تيسيرها، أن نعمل على أن ندرك تمام الإدراك ضرورة تقديم الأهم على المهم، فاتباع الأولويات في الحياة يخفف كثيراً علينا ويجعلنا نفي بكافة التزاماتنا التي نلتزم بها رغبة منا أو عنوة، كما ويجب أن يعمل الإنسان جاهداً على أن لا يحمل نفسه فوق ما يطيق وما يحتمل، لأن هذا الأمر يعمل على إغلاق الآفاق وسدّها كل الأبواب المشرعة أمام الإنسان، خاصة إن كان ليس لديه رغبة في فعله حتى ولو كان هذا الأمر هو مما يستطيع فعله، فرغبة الإنسان يجب أن تسبق كل شيء، فالإبداع لا يكون إلا بما نرغبه وليس بما يفرض علينا من الخارج.

22 سبتمبر, 2021 04:53:01 مساء
0