نجاح واسع مبدع لمهرجان جرش للثقافة والفنون
جسد اختتام مهرجان جرش للثقافة والفنون، محطة واعية، مؤثرة في هذا الوقت من العام، حيث يتجدد دائما عنوان الفرح والجمال، ففي دورته 35 والتي استمرت 10 أيام اختتمت فعاليات المهرجان وسط مشاعر الهبت، نشامى المهرجان، ووضعت بصمة إبداعية إنسانية، إذ كان وقت الاختتام السبت 2 / 10 / 2021، تتويجا لما شهدته مسارح وأثار مدينة جرش من فنون ونجوم ومشاركة بمختلف تنوعات الشعر وأمسياته والقصة وتجلياتها والقراءات النقدية، عدا عن تفتح الإبداعات وعديد اللقاءات الثقافية الأردنية العربية والعالمية، برؤى حضاري واسعة.
وسط ديمومة الفرح ومحبة الجمال، وتحت الرعاية الملكية السامية، افتتح رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة ايام المهرجان، ومندوب عن جلالته، اوقد الرئيس شعلة الحضارة والثقافة التي ، أنارت دلالات إقامة مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ35، وسط تحدي للجائحة كورونا، وابتهاجا باحتفالات المملكة بتأسيس الدولة الأردنية وقدرة الأردنيين على صنع المستحيل وتحدي أشكال الحظر، نحو التعافي والمشاركة الثقافية والفنية في إدارة الازمة، بثقة، يدا بيد مع مؤسسات الدولة، وتلبية لإرادة جلالة الملك بالانفتاح.
انطلقت فعاليات جرش المهرجان، وشهدت حفلات الافتتاح، تفتح الورد والياسمين والمحبة، فكان لقاء الجمهور الواعي، المقيد بكل بروتوكولات التوجيه الصحي، وانطلق نجومية الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي في 22 سبتمبر/أيلول وقبلها حمل مهرجان جرش للثقافة والفنون مشاركة 70 فنانا أردنيا وعربيا، وفرقا فنية تراثية وفلكلورية ، نشرت تحت شعار "جرش.. مزينة بالفرح".
ويتزامن مهرجان جرش مع احتفالات المملكة بمئوية تأسيسها، وبهذه المناسبة، فتحت أبواب المدينة الاثرية، وقررت اللجنة العليا للمهرجان مراعاة الدخول المجاني للجمهور، ما ارتاح حضور عائلي وتنشيط للسياحة الداخلية وبهجة للعمل الثقافي والفني، إذ اكملت وزارة الثقافة بهمة والعمل الموصول لنائب رئيس الجنة العليا باحتفالات الدولة الأردنية، رئيس اللجنة العليا للمهرجان وزير الثقافة علي العايد، وقوفها وكل كوادر المهرجان والوزارة، الارتقاء بالفعاليات وحماتها وانجاحها، وسط اهتمام عربي ودولي، إذ حضرت وزيرة الثقافة المصرية د. إيناس عبد الدايم، وابدت إعجابها بعودة المهرجان لنبضه العربي والدولي، حاملا الإبداعات المزيونة بالحب والفرح والجمال.
إلى جانب الحفلات الغنائية نظم المهرجان فعاليات أدبية وثقافية، بمشاركة موسعة.
وكانت الايام، تجليات اختتمت، بحفلة مدهشة، فنية أردنية بامتياز، أحييها الفنانان عمر العبد اللات، وصاحبة لقب "ذا فويس" الفنانة الأردنية نداء شرارة.
لحظة الافتتاح الرسمي للمهرجان، اتحدت معها مغناة للوطن، كتبها الشاعر والفنان ماجد زريقات، ومن ألحان وتوزيع أيمن عبد الله، وإخراج لينا التل، وتصميم الرقصات لرانيا قمحاوي، وغناء الفنانين الأردنيين أسامة جبّور، جهاد سركيس، غادة عباسي، رامي شفيق، حسين السلمان، أمل إبراهيم، بلقيس الزبن.
وبين حفلي الافتتاح والختام، كان وقت النشاط، والتواصل والمتابعة المستمرة لكل التفاصيل، ما يشرف عليه وزير الثقافة علي العايد، نجاحات لدورة المهرجان وقد حظيت و تميزت بمشاركة الفنانين نجوى كرم من لبنان، وجورج وسوف وحسين الديك من سوريا، ونبيل سيف من العراق، في إحياء حفلات غنائية يومية على مدى 11 يوما، على مشارف ومسارح المسرح الجنوبي.
كان اهتمام جرش، أحداث الفرق، ولمة العائلة وسياح الأردن، ونترقب فرحة الشباب والأسرة، وأن دماج الفنانين والشعراء والكتاب، فمن الأردن شارك الفنانون زين عوض وليندا حجازي وحسين السلمان وسعد أبو تايه وبشار السرحان ويحيى صويص ونجم السلمان وغالب خوري ويزن الصباغ وسامر أنور ونانسي بيترو وأسامة جبور وتوفيق الدلو، عدا عن وجود أصيل لفرقة الأكاديمية الشركسية وحفلا فنيا نظمته نقابة الفنانين الأردنيين.
نجاح يليق بتاريخ الأردن وقيادته الهاشمية، التي جعلت مؤسسات وقدرات المملكة، شعلة دائمة، ليس مهرجان جرش، إلا محطة من عمل حقيقي، يعلى من واجهة الأردن الفنية والثقافية.
بات نجاح مهرجان العام الحالي عنوانا للحالة الفنية الأردنية، العربية التي أطلقت المهرجان منذ 40 عاما مضت.
هي لمسات من التعافي، تعطرت بالأمن والأمان، إلى جانب الحفلات، والأمنيات الأدبية والغنائية، إضافة لعروض استعراضية ابدعتها فرقة البيادر القروية من فلسطين، وفرق فنية من اليونان والمكسيك وكوريا وأذربيجان.
تميزت رؤية وزير الثقافة واللجنة العليا للمهرجان ، أعمالها التي أطلقت من تجليات الإبداع الإنساني، في برنامج الشعر والندوات الفكرية، أطلقت دورة الشاعر والأديب الأردني الراحل "جريس سماوي"، تكريما لجهوده، ومشاركة بفعاليات البرنامج قرابة 250 شاعرا وأديبا ومفكرا أردنيا وعربيا، ونحو 50 مبدعا من أعضاء اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، ورابطة الكتاب الاردنيين.
بين مدينة جرش وعمان العاصمة، أشرقت جماهير الفعاليات الأدبية، في المركز الثقافي الملكي والمكتبة الوطنية ومعرض عمان الدولي للكتاب، وفعاليات انتشرت وحملت المحبة والسعادة والفعل الثقافي الي محافظات المملكة كافة.
كان نجاح البرنامج الثقافي و مهرجان للشعر، والندوة التذكارية عن الراحل جريس سماوي وقراءات من شعره، وندوات نقدية لعدد من موضوعات الروايات مثل "عمان والقدس في الرواية الأردنية"، و "الجدل السياسي والتاريخي جماليات أسلوبية"، وندوات عن الدراما والآفاق الجديدة، لمحات أشرقت في الإعلام الأردني ووسائل الوطنية المتميزة،
مع لحظة التفاعل، يوم الافتتاح كان المسرح الشمالي في مدينة جرش، ينبض بتاريخ السمو الملكي الهاشمي، لبناة الأردن ورموز الحياة الإبداعية عبر مائة عام من الحب والروح التي تتحدى أزمات المرض والوباء، وتعمل يدا بيد مع القائد، فانطلقت فعاليات الدورة الخامسة والثلاثين لمهرجان جرش للثقافة والفنون في الأردن، وتناقل العالم العربي، والعالم، تلك اللحظة الفرقة بمشاركة مجموعة كبيرة من المغنين والفرق الموسيقية المحلية والعربية والأجنبية، في ظل ضوابط صحية صارمة فرضتها جائحة كوفيد-19.
تعافى الوطن، جسدت حيوية وحاجة الجمهور إلى نشر السعادة والتفاعل مع الإبداعات الإنسانية، فكانت أغنية "سياجك يا عمان"، التي غنتها الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي، محطة إبداعية رددها جمهور المهرجان في كل وقت.
وعبرت الرومي في تصريحاته في المهرجان عن سعادتها بالعودة إلى مهرجان جرش، مشيرة إلى أن ذكرياته محفورة في نفسها.
وقالت إنها شاركت فيه عام 1986 "عندما كانت الحرب تحرم اللبنانيين من العيش بسلام وعندما كانت أقصى طموحات اللبنانيين البقاء أحياء".
على ذات التاريخ، وبين اروقة مدينة جرش، شارك في المهرجان الذي استمر الى الثاني من تشرين الأول/اكتوبر الجاري، نحو 40 فرقة فلكلورية أردنية وفرق من أذربيجان وكرواتيا والمكسيك واليونان وكوريا.
عدا عن حفلات راقية لمشاركين من العراق ومصر أبرزهم أوبرا القاهرة للفنون الشعبية وفرقة ناظم الغزالي العراقية وفرقة أكاديمية الموسيقى العربية.
*الجمال الأردني في وحدته وابداع.
شهد المهرجان مشاركة أردنية واسعة، إذ وصل عدد الفنانين الأردنيين، بإجتماع الفرق الشعبية وحفلات الشباب والأطفال، الى ما بين 500 و600، وكان لقرار وزير الثقافة علي العايد، من إن حضور فعاليات الفنانين الأردنيين وحفلاتهم في المهرجان مجانا بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الأردن، اثره في مغناة الفرح التي بادرت إلى التأكيد على أن الأردن ينجز ويتحدى، ويعشق الإبداع والجمال.
قبيل ساعات من اختتام المهرجان، ودع الشباب، والعلامات المبدعة من أصحاب الحرف والفنون التقليدية ومنها حرف إبداعية لنزلاء السجون ومراكز الإصلاح، هي إبداعات مرت على بر جرش الحياة، البلدية، الحضارة الإنسانية، فأرض المهرجان، من أهم المدن الأثرية في الأردن، إذ يعود تاريخها إلى عهد الاسكندر الكبير في القرن الرّابع قبل الميلاد وهي تشتهر بأعمدتها ومدرجاتها وساحاتها ومعابدها وكنائسها.
إن مهرجان جرش للثقافة والفنون يشكل ظاهرة ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياحية فريدة بأبعادها الوطنية والعربية والعالمية، ويحملُ رسائل ثقافية وسياسية عميقة، ويلعب دوراً كبيراً في تنشيط الحــركة الاقتصادية والسياحية في المملكة بشكل عام، ومدينة جرش .ومجتمعها المحلي بشكل خاص.
كانت الساحة الرئيسية، غنية بأوقات المهرجان، ذلك انها استوعبت التباعد الاجتماعي، وانتشر الجمهور، فقد كانت أ "السعة الفعلية للمسرح الجنوبي 5000 شخص بينما المسموح بها 2500 شخص فقط ، أما المسرح الشمالي فالسعة الفعلية له 3000 شخص بينما سعته وفقا لتطبيق البروتوكول الصحي 1500 شخص.
جدول فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون
نجوم مهرجان جرش الأردني 2021
استضيف المهرجان هذا العام عدد كبير ومتنوع من نجوم الغناء العربي، في مقدمتهم "ماجدة الرومي، نجوى كرم، جورج وسوف".
أما من ناحية المشاركة الأردنية، فضمت أكبر مشاركة أردنية من نجوم الفن، وهم "عمر العبداللات، وديانا كرزون، ونداء شرارة وزين عوض، بجانب المشاركة الغنائية الشبابية بالتنسيق، والتشارك مع نقابة الفنانين الأردنيين والمجتمع المدني.
نبذة عن مهرجان جرش
مهرجان جرش للثقافة والفنون هو مهرجان فنّي ثَقافي يُقام سنوياً في مدينة جرش الأثريّة التي تقع شمال الأردن، تأسس سنة 1981.
يقدم المهرجان عروض فولكلورية راقصة، والتي تؤديها فِرق محليّة وعالمية، بالإضافة إلى رقصات الباليه والأمسيات الموسيقية والمسرحيات وعروض الأوبرا، وتشتهر بأمسِيات غِنائية لمغنيين عرب وعالميين. ويقدم المهرجان مبيعات للمصنوعات اليدوية التقليدية.
بدأ المهرجان متواضعاً، وقامت جامعة اليرموك برعايته. ثم تطور إلى مهرجان رسمي ترعاه وزارة الثقافة. كان المهرجان يعقد في جرش، في يوليو من كل عام، ويستخدم المدينة الأثرية كموقع لفعالياته الفنية والثقافية.
ويمتاز المهرجان بالعروض الفولكلورية الراقصة التي تؤديها فرق محلية وعالمية، ورقصات الباليه والأمسيات الموسيقية والشعرية، والمسرحيات وعروض الأوبرا، وأمسيات غنائية لمغنيين أردنيين وعرب، كما يقام على هامشه معرضاً لبيع المصنوعات اليدوية التقليدية.
المصدر: الدستور