تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

سوء المعاملة للأطفال

 

وقع الروائي والمترجم الأردني محمد أزوقة روايته «يوم توقف الزمن»، في حفل أقيم في منتدى الرواد الكبار يوم السبت الماضي، وقدم فيه قراءة نقدية كل من القاصة هدى أبو غنيمة، الناقدة الدكتورة دلال عنبتاي، وقدم الروائي شهادة إبداعية.

 

الحفل الذي أدارته المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص، حضره جمهور غفير، ومديرة المنتدى هيفاء البشير التي قالت: نرحب بالحضور وبالروائي محمد أزوقة الذي نحتفي معه بروايته «يوم توقف الزمن»، هذه الرواية التي تشير بوصلها إلى لحظة مفصلية في حياتنا في الوطن العربي ابتدأت من حرب الخليج وما تبعها من أحداث أدت لإراقة الدماء واستباحة لعدد من الدول العربية حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن فهي تحاول البحث، عما وراء الكواليس معتمدة على الأحداث التاريخية التي جرت متلفعة بإطار فني، أما مضامين هذه الرواية من ناحية فنية وتقنية فسوف يكشف عنه المشاركون في هذا الحفل.

 

توقفت الناقدة الدكتورة دلال عنبتاوي عند عنوان رواية «يوم توقف الزمن»، الذي يعد كما قالت «العتبة الأولى»، فهذه الرواية هي رواية «زمانية بامتياز»، حيث تبدأ بكلمة اليوم التي هي ظرف زمان ثم يتوالى العنوان توقف الزمن بالإشارة إلى أن ذاك اليوم توقف وتصر الرواية منذ العتبة الأولى على أن الزمن توقف ولم يعد لديه القدرة على الحركة أو الامتداد لما بعد زمنها وتحكي لنا عن زمن يصر فيه الروائي على أن هناك نقطة تاريخية مفصلية وضعت وأخذت مكانها وتموقع التاريخ حولها بل وتوقف عندها وأصابه الجمود وربما الموت، مبينة أن أحداث الرواية دارت في زمننا الحديث وقد اعتمد الروائي في بنائها على محورين رئيسسن هما: «التاريخي، الفني».

 

وخلصت إلى أن الروائي لم يستعمل التاريخ لنقد الحاضر ولا لجعل الحاضر ظواهر اجتماعية وسياسية واقتصادية يسقطها على التاريخ، ولكنه وظف الوعي المشترك المتمازج، ليضيء كل منهما الآخر، حيث يقوم المتخيل بدور الكاشف عن جوهر الحياة واقتناص العناصر الجوهرية الباقية التي يضيئها الوعي بمفهومي التطور والتقدم ولقد استطاع الروائي امتلاك الشجاعة والجرأة في الحديث بجرأة وكشف المستور، وقد عمل عبر إبداعه الفني على الجمع بين ما هو واقع وبين ما ينبغي أن يكون، وقد نجح في ذلك أيما نجاح.

 

من جهتها تحدثت القاصة هدى أبو غنيمة عن المضامين العامة لرواية «يوم توقف الزمن»، وهو ان الرواية بدأت بقصة حب في مدينة جدة، بين الشاب الأردني أحمد عبد القادر الجبر الذي يعمل مديرا لإحدى أهم شركات التصدير والاستيراد وبين طبيبة الأسنان القادمة من غزة للعمل في جدة مع والدها المهندس جورج شحيبر، يلتقي الشاب أحمد مع القادمين الجدد في المجمع السكني الذي يسكن فيه أحمد واستأجر المهندس جورج مع ابنته. شقة فيه».

 

رأت أبو غنية أن أزوقة أراد من هذه الرواية أن يشرك القارئ في التوثيق للأحداث التي حصلت في حرب الخليج، وقدم معلومات موثقة، عن تلك الأحداث التي مازالت تداعياتها مؤثرة في الفوضى السياسية والاقتصادية في عالمنا العربي وأثرها على فلسطين المحتلة، كما وثق من خلال سرده موقف جلالة الملك الحسين ورؤيته الثاقبة لتداعيات الأحداث وللمخططات التي تهدف إلى تدمير العراق، بعد أن فتحت نهضة العراق عيون الأطماع الاستعمارية في خيراته وموارده، وحرص جلالة الملك الحسين على حل الخلافات العربية لحمايتها من التدخل الخارجي.

 

قدم الروائي محمد أزوقة شهادة إبداعية حول تفاصيل هذه الرواية قائلا «في العام 1990، كنت اعمل في جدة بالمملكة العربية السعودية وعشت مع مجموعة من الأصدقاء القادمين من عدة أقطار عربية، أيام الأحداث الصعبة، وظلت عملية احتلال العراق والكويت – وما تلاها من مآس، تؤرقني وتؤلمني وتستفزني، طيلة سنوات الحصار ومآسيه، ثم جاءت الطامة الكبرى مع تلفيق حكاية أسلحة الدمار الشامل العراقية، والغزو، إلى ان حصل إعدام الرئيس صدام حسين، حيث صممت على أن أكتب عملاً يرسخ كل هذه الفواجع في الذاكرة العربية الجمعية.

 

قال أزوقة: «استمرت عملية الكتابة في هذه الرواية مدة عامين، فأنا كنت أكتب الفقرة وأتركها مدة قد تصل الى شهرين، ثم أعيد قراءتها، فأضيف إليها أو أشطب منها، وقد أمزقها كلياً، فقد علمتني التجربة أن الروائي يكتسب قدراً من الموضوعية عندما يترك النص لفترة ما، ثم يعيد قراءته، لقد شعرت طيلة فترة الكتابة – أنني أسير على حبل مشدود، رفيع جداً، في محاولة لعدم الانجرار وراء قناعاتي الشخصية، لتقديم عمل ينصف الحدث ويفتح المجال أمام آراء وقناعات مختلفة، ربما تكون متناقضة، وكذلك يحافظ العمل على الموضوعية، فهل نجحت؟ أظن أن الجواب متروك للقارئ

 

 

 

 

المصدر: الدستور

02 ديسمبر, 2021 03:55:26 مساء
0