جدل الذاكرة والمتخيل
النصوص السرديّة الحديثة تنهل كثيراً من شبكة متداخلة من المراجع والمصادر لبناء فضاءاتها وتشكيل متونها، وفي مقدّمة هذه المراجع والمصادر "الذاكرة" بوصفها تختزن جملة من الذكريات والحكايات والقصص والتجارب الإنسانيّة، على الرغم من أنّ خزينها لا يبقى محتفظاً بهذه الكنوز كما هي، بل تخضع لجملة متغيّرات وإضافات ونقصان وتداخل بين حكاية وحكاية، وقصّة وأخرى، وتجربة وأخرى، في سياق بناء الفضاء الذاكراتيّ القادر عند الفنّانين والأدباء على استرجاع واسترداد وتمثّل الحكايات والقصص والتجارب المخزونة، والعمل على إعادة إنتاجها سرديّاً كي تتحوّل إلى قصّة قصيرة، أو رواية، أو سير ذاتية، أو أيّ شكل كتابيّ يمكن إبداعه بحسب تخصّص كلّ كاتب أديب، أو تتحوّل إلى لوحة، أو مقطوعة موسيقيّة، أو تمثال، أو غير ذلك من صنوف الإبداع والفنون الأخرى.