تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
نبذه عن الكتاب
مباحث في الإعجاز القرآني
No votes yet
بعث الله تعالى رسوله محمداً ( عليه الصلاة والسلام ) بالرسالة الخاتمة، فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاتم الأنبياء والمرسلين، ورسالته خاتمة الرسالات جميعاً، فأنزل الله تعالى عليه القرآن بلسان عربي مبين في أُمَّة أُمية لها باعها الطويل والقِدْح المُعلَّى في البيان والفصاحة وروعة الأسلوب، حتى كانت لهم الأسواق والمنابر والمواسم يعرضون فيها أنفس البضائع، وأدق وأجود وأبرع صناعتهم البيانية، إنها بضاعة الكلام من الشعر والنثر والخطابة، وكان النقد والمساجلة والمناظرة، حتى يختاروا من هذه الصناعة البيانية أروعها وأحسنها في جو من التنافس الشديد، ليتفاخروا بما قدموه، ولتتناقله العرب بعد ذلك تذوقاً للُّغة التي تهذبت كلماتها وأساليبها واختيرت ألفاظها أحسن اختيار. فنزل القرآن على النبي محمد ( عليه الصلاة والسلام ) وهو معجزته الكبرى ودليله على النبوة وأنه لا ينطق عن الهوى إنْ هو إلاَّ وحي يوحى، وقد وقف أئمة اللُّغة من العرب عاجزين أمام القرآن أنْ يحاكوه أو يماثلوه في أزهى العصور للأُمَّة العربية بياناً وفصاحة وبلاغة. وهذا الكتاب، هو مساهمة لاستجلاء بعض أوجه الإعجاز القرآني اقتصرت فيه على بيان جوانب من مباحث الإعجاز في القُرآن الكريم، إذ أن التسليم بأنَّ القرآن الكريم معجز للبشر، يؤدي بدوره إلى التسليم بأنه من عند الله تعالى، وهذا بدوره يؤدي إلى التسليم بأنَّ كل ما تضمنه حق خالص، لا سبيل للباطل إليه، وأنه الصراط المستقيم، وحبل الله المتين وأنَّ العصمة والنجاة في الاحتماء بحصنه. لقد حمل هذا الكتاب عنواناً هو: (مباحث في الإعجاز القرآني) أما المصادر التي اعتمدها البحث فهي تشمل المصادر الواسعة والمتنوعة قديمة وحديثة: في دراسات القرآن، والبلاغة، والتفسير، واللغة، والإعراب، وعلوم القرآن،