القيم الجمالية في الشعر الأندلسي عصري الخلافة والطوائف
الجمال نعمةٌ منحَها الله سبحانه وتعالى للإنسان، إذ جعلها في نفسه وفيما حوله. وقد تنبّه المبدعون ولا سيما الشعراء على هذه النعمة، فخلّدوها في أشعارهم، فكانت لسان حالهم وما يشعرون إزاء هذا الجمال المرئي والمحسوس والمتخيل... وما إلى ذلك.
والفردوس المفقود (الأندلس) ففيه عصور أغنت الأدب العربي شعرًا ونثرًا ولا سيما عصرا (الخلافة والطوائف)، فقد عُني فيهما أهل الأندلس بالحضارة والجمال، فذكروهما في مؤلفاتهم وأشعارهم فكانا خير شاهد على الجمال والتأثر به عند الشاعر وغيره.
ومن هنا حظي هذان العصران باهتمامي فدرستُ القيم الجمالية فيهما، علمًا أنّ هذين العصرين قد انحازا بحالة حضارية سادت الفنون جميعًا، إذ عاش الأندلسي ترفًا ورقيًّا في إنشاء المدن والقصور والرياض والحدائق... إلخ. وكل هذا الترف والتمازج مع الجمال كان ليذهب في طيّ النسيان لولا إحساس الشاعر به فخلده ومجّده في شعره، ذاكرًا فيها هذه المظاهر الجمالية، ومن هنا جاء سبب اختياري لهذا الموضوع الذي عرّف بكل تلك القيم، وأفردها في فصول ومباحث أبرزت أهميتها الأدبية والشعرية، فضلاً عن أهميتها الفلسفية والمادية.