التوظيف الحداثي لتفسير القرآن الكريم وإشكالياته
تعددت وسائل الطعن في العقيدة الإسلامية واختلفت طرقها ومقاصدها، وزاد التشكيك في السنة النبوية وحجيتها، وهدم الفقه وأصوله، وتشويه التاريخ الإسلامي وعهوده، لكن البلية العظمى والخطب الجلل حصل مع الطامة الكبرى التي وجه بها الباطل الأثيم سهامه إلى القرآن الكريم والذكر الحكيم، الذي ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت:42 ].
إن هذا هو الإبتلاء الحق الذي ابتلي به الإسلام على يد من يدعون بأنهم حَمَلَة الثقافة الإسلامية من الذين يأتمرون بأمر الأعداء عارفين أو جاهلين، ذلك ما جاء به نفر من العارفين المتقولين الذين ينتمون لجلدة بني البشر ويتكلمون بلسان عربي مبين، تربوا في المدارس الماركسية والمادية والإلحادية، وحرّفوا الكلِم عـن مواضعه، وبـاسم الاجتهـاد والتجديـد والعقلانية، ووقفوا ضد الأحكام النهائية القرآنية.