تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
نبذه عن الكتاب
ماذا بعد ؟ خواطر ثقافية – إيمانية – وجدانية
No votes yet

أكتب للزمان جمل عبارات تستقي من الوجدان ما جاد به الخيال من حروف مواضيع شتى، أجول في الذكريات لأختار المفردات كمن يتسوق للمشتريات أو كمن يحصد من الأرض المنتجات، وأسبح في فضاء الكلمات كسائح تنساب قريحته بالخواطر محررة من قيد المكان، سياحة لا تعدلها سياحة على وجه الأرض لأن السائح ببدنه يشبع ملذات شهوات مادية تنتهي بمرور الوقت ذكرى عابرة مسجونة بمخيلته يقصها متفاخرا بين حين وآخر، بينما سياحة الفكر لا تعرف حدودا لتشبع العقل بإبداع اللغة أدبا لا يعدله في ضمان السعادة شيئا تحتازه اليد إلا كتابا يكون خير جليس في الزمان، فعندما كنت عاشقا سردت أشواقي على أسطح الورق متغزلا أو معاتبا الحبيب، ومرة واصفا لمرارة الشوق في بلاد عشت فيها غريب، ومرات عبرت بصدق ناقدا المجتمع بسلوك لا يمثل مثالية لطالما حلمت بها، أما بلاد عشت بها فلم أبخل بطيات الوريقات مدحا لها كمقيم أو عابر سبيل أو ذاكرا بالحب مدنا عشقتها لقداسة تاريخها، أما قيم الدين بالمعتقد وبحب الوطن وما رفد صغت بالحب أصدق مشاعر الوفاء والانتماء، حتى قيم بعض الأشياء لم أتورع عن إبداء رأيي بها بأدب رفيع، ولم أغفل عن بعض الشخصيات مدحا أو انتقادا لها حاضرة كانت أو سالفة بالتاريخ مضت ذكراها، وحازت القيم المعنوية كالصداقة والحب والإحسان والإيمان والزهد والجهاد على مساحة لا بأس بها من خواطري المقفاة بميزان شعري خاص .