حظيت اللغة العربية بعناية الله سبحانه وتعالى بحفظ القرآن الكريم, الذي مثل اللغة العربية بأبلغ صورها, واهتم النحويون الأوائل بدراسة اللغة من كل جوانبها، بوصفها لغة القرآن الكريم, وهذه الدراسة بمستوياتها الأربعة (الصوت، والصرف، والنحو، والدلالة) تكشف عن فكر لغوي عميق، استطاع علماؤنا أن يؤسسوا له القواعد والأُصول, ويعد الدرس الصوتي أول مستويات دراسة اللغة, ومن العلوم التي درسها العلماء قديما, ثم ظهر في العصر الحديث نوع من التطور في دراسة هذا الجانب من اللغة؛ إذ أفرد الباحثون كتباً خاصة به. وقد كلفت في السنة التحضيرية من قبل الأُستاذ الدكتور محمد ضاري بكتابة بحث عن كتاب (المعرَّب) للجواليقي, ومن قراءة بعض ما ورد في هذا الكتاب، وجدت ظاهرة غريبة لم أتوقع أَن يكون أحد قد تحدث عنها بدراسة مستقلة, وهو أن بعض الألفاظ المعربة تحتوي على أصوت عربية ولكنها لا توصف بالعربية.
تتابع الأصوات في العربية