يعد السياق من الدراسات الأدبية النقدية الحديثة لما له من أثر في توجيه المعنى وبيان المقصود. ولما كان السياق يعني تتابع النص وتفسير جوانبه بناءً على قرائن نصية فإن هذه الدراسة حاولت أن تبرز دوره في توجيه المعنى وبيان المراد منه. وكان من دواعي هذه الدراسة أن تجلو أثر السياق في توجيه المعنى القرآني من خلال اتجاهات محددة كالمناسبة والمقام وظروفه المصاحبة والقرائن لما لها من أثر في توضيح المعنى وتعيين القصد. ولما كانت هذه الظاهرة شائعة في الدراسات الأدبية الحديثة وانصب اهتمام النقاد على ملاحظتها وبلورة المقصود منها في بحوثهم ودراساتهم النقدية في مجال الأدب وتجلية النصوص والوقوف على مناسبة النص وخصوصية ظرفه، وخاصة في الغرب فإن شيوع هذه الظاهرة واتساع ميدانها حمل بعض الدارسين على تمثل هذه الطريق والحذو نحو هذه الاتجاهات في الدراسة وتلمس الطريق نحوها وإلباسها حلة قشيبة في ضوء إشارات مبعثرة في كتب السابقين هنا وهناك، تبحث عن السياق وأثره وهل لحظه السابقون وبنوا عليه دراسات أو تداولوه في كتبهم في إشارات نابعة من فهمهم وإدراكهم لمعنى اللغة واللفظ بمفرده ودلالته. وتحولها من خلال بعض السياقات التي تعرض فيها، من معنى إلى آخر متلونة مع السياق بلونه.
أثر السياق في توجيه المعنى القرآني من خلال جزء عم