يشهد عالمنا الحالي تغيرات هائلة في كافة مناحي الحياة، ولا سيما أن هذه التطورات تشكل تحديا كبيرا امام القطاع المصرفي الذي يعكس درجة التطور في سوق الخدمات المالية والتي بدأت تحتل درجة كبيرة من المنافسة، الأمر الذي تتطلب من كافة المؤسسات المالية والمصرفية تبني أساليب ومفاهيم جديدة واتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لمواجهة هذه التحديات وذلك من خلال البحث عن أفضل الطرق التي تجعلها قادرة على النمو والتكيف والبقاء في دنيا الاعمال. إذ تشكل المصارف القاعدة الأساسية لبناء القطاعات الاقتصادية المختلفة، فالقطاع المصرفي يلعب دوراً كبيراً في عملية التنمية الاقتصادية، وخاصة فيما يقدمه المصرف من خدمات مالية وائتمانية متنوعة، فلم يعد الحصول على الخدمة تشكل المشكلة الاساسية التي تواجهها منظمات الاعمال، وانما اصبح موضوع تسويق تلك الخدمة وايصالها للعميل يمثل الهم الاكبر بالنسبة للعديد من المصارف، ومن هذا المنطلق تلعب الخدمات دورا هاما في حياة المنظمات، بل وتعتبر ضرورة لازمة لدعم بقائها وتطوير علاقتها التجارية المحلية والعالمية لتحقيق الكفاءة والفاعلية والتميز في الأداء، وبالنظر الى ما تتميز به الخدمات المصرفية من نمطية عالية في مضمونها، لذلك يعد موضوع الجودة السلاح التنافسي المستخدم من قبل المصارف باعتبار ان الجودة هي الشريان الحيوي الذي يمد المصارف بدماء جديدة متدفقة والمتمثلة بجذب المزيد من العملاء وتحقيق التميز في السوق من خلال تطوير خدماتها المصرفية وفقا لمتطلبات الحياة المتطورة.