يعد اللعب الدرامي التمثيلي على جانب كبير من الأهمية بالنسبة للأطفال من خلاله يتعلمون تكييف مشاعرهم حيث تعبيرهم عن الغضب والحزن والقلق، ويتيح لهم التفكير بصوت عال حول تجارب قد تكون إيجابية أو سلبية، ويركز اللعب الدرامي على تعاون معقد بين الجسم والعقل، فالطفل لا يستخدم دماغه وصوته فقط، بل يستعمل جسمه كله أثناء اللعب.ويعد اللعب سلوكاً فطرياً وحيوياً في حياة الطفل، فهو يعبر عن طريقة تفكير الطفل وتذكره وإبداعه، ويساعده على فهم العالم الخارجي، كما أنه يمنح الطفل الحرية التامة والتشجيع المستمر، ويكسبه الثقة بالنفس، ويؤمن له الجو المشبع بالدفء والعطف والرعاية (العناني، 1993).ونظراً لأهمية اللعب، ازداد الاهتمام التربوي في تطوير ممارسة لعب الأطفال أدواراً درامية وتمثيلية داخل الغرف الصفية، وفي الساحات الخارجية، حيث يتمكن الأطفال من خلال هذه الممارسات وبإسلوبلهم الخاص، من اكتشاف النشاطات والعلاقات في الحياة الإنسانية، من أجل الحصول على المعلومات والمهارات اللازمة لذواتهم، وتوظيفها في التدريس، وهو من الأساسيات التي ركزت عليها المناهج المدرسية، باعتباره أفضل الاستراتيجيات التي تناسب الطفل، وتحقق لهم غرضي المتعة والتعلم، وتساعده على تحويل المعلومات الواردة في الدرس إلى نص اللعبة، وهذا يمكنهم من تطوير مواهبهم المتعددة ويحقق لهم حاجاتهم ورغباتهم المنشودة (الزعبي، 1997). وبهذا بدأ دور المدرسة في التركيز على ممارسة الأنشطة، التي من شأنها تطوير أداء الطفل وتحسينه، فكانت الأنشطة الدرامية من المجالات التي أفادت الأطفال في إعادة صياغة معارفهم، وجاء دور المعلم كوسيط بين المتعلم ومصادر المعرفة، حيث بينت دراسة بيتر (Peter (2009 في هذا الصدد أهمية الألعاب الدرامية في رفع قدرة الأطفال الإبداعية واسهامها في نموهم المعرفي، والاجتماعي، والعاطفي، ومنحهم الفرصة للتعبير عن مشاعرهم وترجمة أفكارهم، وتوطيد التعاون والاتصال بين أفراد البيئة المدرسية.
الطفل والمهارات الاجتماعية باللعب الدرامي