الطبيعيات في علم الكلام: من الماضي إلى المستقبل
يجد العقل العربي نفسه اليوم في عصر العلم مُجبرًا على التعامل مع «فلسفة العلوم» التي هي إحدى أهم منجزات الفكر الغربي الحديث، وهي الآخذة بزمام التطور العلمي التطبيقي المتسارع والمستمر، ويبرُز السؤال: هل للعلم الطبيعي المعاصر جذور في ثقافتنا وتراثنا العربي؟ وهل تتصل تلك الجذور بالثمار التي نرجوها في المستقبل؟ هذا ما تجيب عنه الدكتورة «يمنى طريف الخولي» في هذا الكتاب، حيث نرى من خلال فصوله كيف أن «علم الكلام» الذي اشتغل به قديمًا فلاسفة العرب والمسلمين بغية التوصل لفهمٍ للحياة يجمع بين العقل والنقل، ويكتنه طبيعة المادة بغيرما معزل عن الوعي الديني والعقائدي، هذا العلم الذي زخرت به نصوص تراثنا الفلسفيِّ يحوي تموضعات عدة للطبيعيات، تتبَّعها المؤلِّفة سعيًا لاستيعاب وتأصيل ومن ثم تجديد تلك الطبيعيات في منظومتنا الحضارية الحالية والمستقبلية.