تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
نبذه عن الكتاب
المناسبة بين القياس والمصلحة المرسلة
No votes yet

فإن جميع أحكام الشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق مصالح العباد في الدنيا والآخرة، إلا أن العقول تدرك المناسبات المصلحية في الأحكام المعقولة المعنى دون الأحكام التعبدية؛ ولهذا فإن النظر والاستنباط لا يكونان إلا في الأحكام المعقولة المعنى دون الأحكام التعبدية التي لا طاقة للعقول بإدراك معانيها. والاجتهاد هو عماد خلود الشريعة وصلاحيتها لكل زمان ومكان؛ وذلك أن نصوص الشريعة متناهية محدودة الكم، والحوادث والوقائع غير محدودة وغير متناهية. والاجتهاد يقوم على استثمار النصوص إما:1-بدلالة منظومها 2-أو بدلالة مفهومها 3-أو بدلالة مقتضاها 4-أو بدلالة معقولها. والطرق الثلاثة الأولى-المنظوم، والمفهوم، والمقتضى-تدخل-بشكل عام- ضمن الاجتهاد البياني، والذي يعتمد -في مجمله- على اللغة في فهم النص وتحديد معناه. وأما الطريق الرابع ، وهو المعقول، فيدخل ضمن الاجتهاد القياسي والاجتهاد الاستصلاحي.