تحتل مشروعات الأعمال الصغيرة اليوم مكانة هامة في اقتصاد بلدان العالم النامي والمتقدم على حد سواء، وتشكل جزءاً حيوياً منه وقوة اقتصادية أساسية داعمة له، فهي كما وصفها أحد الكتاب "بعماد الشعوب" لأنها تعتبر مصدراً منتجاً لعدد كبير جداً من المنتجات السلعية والخدمية، التي تحتاجها مشروعات الأعمال المتوسطة والكبيرة والمستهلكين في الوقت ذاته، كما أنها تعتبر مصدراً للابتكارات والأفكار الجديدة، التي تعتمد عليها الصناعة في بلدان العالم، وبشكل خاص المتقدمة منها كاليابان، والولايات المتحدة الأمريكية، وانجلترة، وفرنسا، وألمانيا، وغيرها من الدول، حيث أصبحت المشروعات الصغيرة فيها متممة لمشروعاتها المتوسطة والكبيرة. ونظراً لأهميتها، راحت بعض المشروعات الصناعية في بعض الدول المتقدمة كاليابان على سبيل المثال، بتقديم الدعم الفني والمالي لها، كي تمكنها من أن تُصَنِعَ لها بعض احتياجاتها من القطع الصناعية الجاهزة الصنع، وفق مواصفات معينة، لتزويدها بها في مواعيد محددة، مما مكنها من تخفيض تكلفة التخزين لديها والمنافسة في السوق. في ضوء ذلك يمكننا القول : بأن مشروعات الأعمال الصغيرة قد أصبحت تمثل في وقتنا الحاضر، عمقاً استراتيجياً في النشاط الاقتصادي لغالبية دول العالم، وقوة اقتصادية فعالة ومحركة فيها، ومجالاً لتوفير فرص عمل كثيرة لليد العاملة، مما يخفف عن كاهل الحكومات عبء توظيفها في أجهزتها الحكومية، وبالتالي يمكن اعتبارها، ظاهرة صحية في اقتصادات بلدان العالم، لأنها قادرة بعددها الكبير والهائل وتنوع منتجاتها، أن تسد الفجوات الموجودة في الأسواق من السلع والخدمات، التي لا تنتجها المشروعات الكبيرة والمتوسطة .
إدارة مشروعات الأعمال الصغيرة