النظرة المتكاملة إلى الخلفاء الأربعة في صحيح السنة النبوية
الخلفاء الأربعة البررة؛ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله تعالى عنهم؛ مناراتٌ بها يُهتدى، وأمثلةٌ في الخير بها يُقتدى، وهم الذين حملوا راية النبي e بعد وفاته، ولزموا غرزه ، واقتدوا بسنته؛ وكانت غايتُهم التنافس في فعل الخير، لا التفاضل في الخيرية، كما كانت وسائلهم شريفة، وأهدافهم نبيلة، وقد أجمعوا على أن أكرمهم عند الله أتقاهم؛ ولذلك لم نجد فيهم من يزكي نفسه؛ لأنهم يعلمون أن الله تعالى يزكي من يشاء، وإنما عزفوا عن الدنيا فأتتهم راغمة، وفتحوا الآفاق، وخضعت لسلطانهم الرقاب، وسارت بسيرتهم الركبان، ما تعاقب الجديدان، ودام الفرقدان، وشهد لهم بذلك الأعداء قبل الأصدقاء، وهكذا انتظم العقد على نهج قويم، وكثر الاتفاق، وقلّ الافتراق، وانقضت فترة مباركة، سادتُها الخلفاء الراشدون المبشرون بالجنة، وإنجازاتها بادية للعيون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.