الوسطية في التصور الإسلامي
صرنا نسمع لفظَ (الوسطية) كلَّ يوم من الإذاعات والتلفزات، ونقرؤه في الصحف والمجلات، وصارت المؤتمرات تعقد هنا وهناك في البلاد العربية والإسلامية وغيرها للدعوة إليها، وقد أَفْرَدَ للوسطية بعضٌ من الكُتَّاب كتباً مستقلة، ذُكرتْ فيها ملامح الوسطية وأسسها، ومنهجُ القرآن في تقريرها، ووسطيةُ القرآن في العبادة والتشريع والأخلاق… لقد اهتمَّ الناس بالدعوة إلى (الوسطية)، بعد حوادث القتل والتفجيرات التي وقعت في عدد من البلاد العربية والإسلامية وغيرها، ووجهت الاتهامات الكثيرة إلى الإسلام، من قِبَل كُتَّاب غربيين ومستغربين، زعموا فيها أن الإسلام كان – ولا يزال كذلك – السبب في كل ما جرى ويجري في العالم من حوادث تفجيراتٍ وإرهاب، وكان لوسائل الإعلام الغربية والعربية الدور الكبير في الصاق الإرهاب بالإسلام وبالمجتمعات الإسلامية، وكأن هذا التطرف منحصر بالجانب الإسلامي وحده، فقد غضت تلك الوسائل الإعلامية الحديث عن أنواع كثيرة من التطرف: كالتطرف الثقافي والتطرف السياسي والتطرف القومي والتطرف اليساري والتطرف العلماني .