ما يشبه النضال
من المعروف، لدى كلّ الذين لهم باعٌ في العمل العامّ، أنَّ الدكتورة هدى فاخوريّ كرَّستْ معظم سنوات حياتها للعمل مِنْ أجل القضايا العامّة التي تؤمن بها، ابتداءً مِنْ قضـية فلسطين، التي تُعتَبَر أمّ القضايا العربيَّة، وحتَّى آخرِ قضـية عادلة نشأت (أو قد تنشأ) في أيّ ركنٍ مِنْ أركان الوطن العربي.
وفي مقابل كثيرين (من الأوساط اليساريَّة القوميَّة) اهتزّتْ مواقفهم ورؤاهم، في تسعينيَّات القرن الماضـي، فأصابتهم لوثة الليبراليَّة المتوحِّشة، أو استسلموا لسطوة التوجّهات الدينيَّة الظلاميَّة، احتفظت هدى فاخوري بالبوصلة الصحيحة لحركة التحرّر العربيَّة؛ فظلّتْ ترى الأمور مِنْ زاوية العداء للإمبرياليّة والصهيونيَّة والرجعيَّة، وتمزج بين مُثُل الاشتراكيَّة والديمقراطيَّة والتحرّر الوطنيّ والوحدة العربيَّة والعلمانيّة.
سـيرة حياة هدى فاخوريّ، هي -بخلاف ما يوحي به عنوان كتابها- سـيرة حياة امرأة مناضلة صلبة وعنيدة ومثابرة، لا تفصل ما بين حياتها الخاصَّة والقضـية التي تؤمن بها، ولا تتقاعس عن القيام بواجباتها، ولا تمنُّ على أحدٍ بذلك.