تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
نبذه عن الكتاب
همس القوارير
No votes yet
هذه النُّصوص تشفي غليل القارئ على الرغم مِن أنَّها غير مُباشرة. وقد تجلّى جمالها بالوتيرة العالية مِن التَّناغُم بين الأحداث، والحسّ العالي فيها، وتحميل الوصف أبعاداً دلاليّةً كثيرة. إنّها ذات رسالة واضحة لرسم صورة مُشرقة للمرأة، فتَسْتَميت في الدِّفاع عنها، نتيجة للمزْج الفوريّ بين الفكرة والخيال في لحظة الإبداع الفكري، وتلحُّ على القارئ أن يستخلص الأحكام وحده، لتكسب شخوصها أوصافاً محدَّدة، وهي تقف متفرِّجة على سَيْر الأحداث". إن حروفها هي المعول الذي تضرب به صخر الواقع، بغض النظر عن الشكل الفني أو الجنس الأدبي، وإنها تتصالح مع نفسها عندما تمسك القلم، مضيفة أنها تحب التجربب، وتوضّح أن فكرة النص هي التي تحدد ذلك، معتقدة أن القصة القصيرة جداً، ورغم تحفظ البعض عليها، إلا أنها فن قائم، له شروطه، ويقدم رسائل مشفرة لقارئ عازف عن القراءة في كثير من الاحيان. ومن نماذجها نقتطف من قصة المصعد:"... أُلملمُ أَطراف الصَّحو مِن صباحاتي، أطردُ النُّعاس التشـرينيّ اللذيذ، فتحتُ عينيّ، مسحتُ الغرفة بنظراتٍ بلهاء، حرَّكتُ جذعي وبقيّة جسدي، تركتُ سـريري. غسلتُ وجهي، راقبتُهُ في المرآة، تحسَّستُ بالوسطى والبنصـر أسفل عينيّ، أرعَبَتني الشـيخوخة التي تزحف مبكراً وسـريعاً.