عنوان بين السطور
كان يجلس في غمرة الناسِ وحيداً قبل حضورها، اهتزت أركان قلبه عندما أشرقت من وراء الجدران وعانقت عيناه عينيها، لم يكلفها الأمر كثيراً لتوقعه في حبها، فهي العشق المعتق الذي طالما كان يتحدث عنه قبلها، هي المقطوعة الموسيقية التي عزفها في قلمه بين أوراقه، وهي القريبة البعيدة التي أذهلتها !
في ذلك اليوم وجدت سفينته المرفأ والميناء، في ذلك اليوم تحركت ساعته وأشرقت شمسه وتبدد الضباب بعد شهورٍ لم تكن إلا جميلةٌ بالرياء .
عرف اليوم لمن تحيك القز حريرها، ولمن تفوح الأزهار بعطورها .
أحبها دون مقدمات، لأنها كانت التحفة الفنية التي يحيكها كل ليلة في آلة الذكريات، هي الحسناء التي أحبها قبل أن يراها بسنوات فكيف يكون لحبها مقدمات !
لا يزال شهيد تلك الجلسة القصيرة الممتلئة بها
لم يزل ذلك العاشق القديم الذي أخلص لعشقها
عاد إلى غرفته ثملاً كما لو أنه قبلها، عَطِراً كما لو أنها عانقها، مضطرباً كما لو أنه أمامها، جميلاً كما لو أنه أنها !
احتضن أوراقه ورفع القبعة احتراماً لها، ثم أمسك ورقة بيضاء وتردد في الكتابة لأنها هي كان يخالها، وبعد الشجاعة كتب :
((أحبك)) تلك الكلمة التي اعتاد أن يكتب لها.......