تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
نبذه عن الكتاب
شبابيك
No votes yet
في هذه القصص القصيرة جداً تصل إليك القضية التي يعزف عليها الكاتب، بلا تقعير ولا متاريس يقيمها في طريقك وأنت تقرأها، سيرا على درب الأدباء الروس الكبار.. إنه يحترق، جسدًا ونفسًا وروحًا، ليحضِّر لك وجباته الشعرية والقصصية. حيث تطلُّ من خلالها على حديقة أدبية زاخرة بالمعاني والأريج، تقتطف باقة نصوص يتفاوت عبق شذاها في الروح، ومدى رسوخها في الذهن" من قصص المجموعة قصة" كرابيج حلب"، يقول الكاتب فيها:" خرج الطفل مسرعًا يتحسس ما في جيبه من نقود. وحينما وصل بائع كرابيج حلب قرأ على كرتونة بخطِّ يدويٍ رديءٍ:مات أبو أحمد". وفي قصة" خطاب سياسي"، كتب:" ارتدى الفأر جلده الملون. رفع رجله متباهيًا بذيله. وقف خطيبًا بين الفئران. ماءت قطّة في الغابة. التفت حوله، فلم يجد أحدًا. صرخ مذعوراً. استيقظ من نومه." وكتب في قصة" المانيكان":" همس لصاحبه:" لقد تعبت وأريد أن أُنزل يدي إلى جانبي". تنهد الآخر وقال:" وأنا مللت هذه الثياب، كرهتها، وكرهت المحلَّ وصاحبه". صمت الآخر." لماذا صمت؟ بماذا تفكّر؟". " الثورة "، أجاب، وأضاف:" وأنت بماذا تفكّر؟". " أفكّر بالهرب". نظرا لأقدامهما، فوجداها مكبلة بسلاسل من حديد، تبادلا النظرات.. رفع الأول يده.. ارتدى الثاني ثيابه.. عاد الصمت من جديد."