عبر الشريعة
«لكنها هي التي دعتني إلى قهوتِها، وهي التي طبعتْ على خدِّيَ قبلتَها. ليكنْ ما يكون. يجبُ أن أراها ثانيةً، واليومَ، اليومَ وليس غدا. ولأبتدعْ لذلك سبباً مَهْمَا كان تافها. فإنْ كانت تبادلُني عشقاً بعشقٍ، قبلتْ أتفهَ الأسبابِ للقائنا. وإن كانت ترى فيَّ تلميذاً صغيراً أحبَّتْ أن تعطفَ عليه، فلن أخسرَ شيئا على أيِّ حال. ثمّ ما الذي يجعلُها تدعوني إلى شربِ فنجانِ قهوةٍ في خدرِ بيتِها؟ سواءٌ عشقتْني كما عشقتُها، أم كانت محضَ شبِقةٍ أرادتْ أن تُطفئ نارَها بناري، فسيّان عندي. أما أنا، فلا يُغادرني الشبَقُ ولا أظنُّه سيُغادرُني ما حييت. جِبِلّتي هكذا، ولستُ مختلفاً عن أصحابي، فكلُّهم ذئابٌ ضاريةٌ مثلي، على استعدادٍ لأن يقطعوا الجبالَ والبوادي إن اشتمُّوا رائحةَ نعجةٍ غفل عنها الراعي!»