التغير الاجتماعي والثقافي
يهتم علماء المجتمع بدراسة التغير الاجتماعي اهتماماً كبيراً. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب: الأول أن موضوع التغير الاجتماعي من الموضوعات المحورية التي تلتقي عندها معظم فروع علم الاجتماع إن لم تكن جميعها. فدراسة التغير الاجتماعي تأخذ الباحث إلى ميادين عديدة مثل دراسات الريف والحضر، ودراسات الطبقات ودراسات التنمية الاجتماعية، بل قد تأخذه إلى ميادين أكثر تجريداً مثل ميدان النظرية الاجتماعية، والثاني أن علم الاجتماع قد انشغل منذ نشأته بقضية التغير الاجتماعي. وكانت نظريات علم الاجتماع هي النتاج المعرفي الذي أفرزه تاريخ العلم لرصد حركة تغير المجتمعات وتحولها. إن كل نظرية من نظريات علم الاجتماع تمس قضية التغير حتى وإن لم تكن موجهة أساساً، والثالث أن التغير في عالمنا المعاصر قد اتخذ اتجاهاً سريعاً، وأصبحنا نعيش في عالم لا يستطيع فيه أي شخص أن يلاحق التغيرات التي تحدث فيه يوماً بعد يوم، ومن الطبيعي أن يواجه علم الاجتماع هذه التغيرات المتلاحقة باهتمام علمي لموضوع التغير الاجتماعي.
ولعل أبرز سمة يتميز بها مجتمعنا العربي في المرحلة الراهنة أنه مجتمع متغير، بل أن التغير الذي يحدث فيه يفوق في معدلاته، وفي آثاره ونتائجه، كل ما عرفته البشرية من تغير في مراحل تطورها الاجتماعي السابقة. وليس هذا قصراً على مجتمعنا العربي السعودي الناهض فحسب، وإنما هي سمة مميزة لكافة المجتمعات العربية والنامية، فهي جميعاً مجتمعات في حالة تغير سريع قوي.