كاشفة الأسرار
" في يوم خريفي استيقظت السيدة أم أحمد في الصباح الباكر وتوضأت ثم صلت صلاة الفجر، ثم دخلت إلى المطبخ وحضرّت القهوة لزوجها، وكذلك حضّرت الإفطار لبناتها وأولادها، وجلست الأسرة حول طعام الإفطار، ثم شربوا الشاي وذهبوا إلى مدارسهم وركب زوجها أبو أحمد سيارته ذاهباً إلى عمله، والتفت أم أحمد بعباءتها وذهبت هي أيضاً إلى عملها، فقد كانت تدير متجراً صغيراً متواضعاً يلبي حاجات أهل قريتها.
كان المتجر قريباً للمنزل، وصلت أم أحمد فوجدت أوراق الأشجار القريبة من المتجر قد تراكمت أمام المتجر، ففتحت المتجر ثم أمسكت بالمكنسة وبدأت تنظف المتجر من الأوراق، وبعد ذلك أعدت إبريقاً من الشاي ووضعته على طاولة صغيرة وجلست أمام المتجر ترتشف الشاي وتنتظر رزقها أو إحدى جاراتها لتأتي لتسليها وتسرد عليها قصص أهل الحارة، فقد كانت أم أحمد جديدة في هذا الحي، أتت إليه منذ مدة قريبة فهي تسأل عن كل ما ترى وتتعرف على كل ما ترى.
حضرت إلى المتجر جارتها أم عصام فهي امرأة قوية لبقة عندها حب الاستطلاع، فهي تعرف قصص وحكايات أهل الحارة، وهي تسكن في هذا الحي منذ عشرات السنين، دعتها أم أحمد للجلوس فجلست وتناولت كأساً من الشاي وبدأت ترشف منه بصوت عال مسموع، وبدأت تلقي بالأسئلة على أم أحمد شمالاً ويميناً وأم أحمد تجيب على ما تريد وتترك ما لا تريد. "