لا مشتبهات في الفكر الإسلامي
وقر في نفسي أن المسلم المتفاعل مع دينه ومجالسه أو المفكر من أي نوع، كان، لو قضى أشهراً وهو يبحث في مسالة من هذه المسائل لتستقر نفسه أو نفس إخوانه وأصدقائه لاستحق ذلك البحث ثناء منا وتكريماً، بل لاستحق القائم به دعاء خالصاً باراً، إن هذا الوازع وهو إدخال الطمأنينة في نفوس السائلين دفعني للعمل لأنه من مقتضيات الإيمان بالله والرسل والملائكة والكتب واليوم الأخر اليقين وعدم الارتياب، انه لن يشعر المؤمن بالراحة والسعادة إلا إذا رأى أن هذه الأمور كلها جارية في الطريق السليم، بآيات محكمات، يفهمها المسلم ويحسن فهمها، وتزيل عنه ما يحيك في صدره فيكون من الذين امنوا ولم يرتابوا.
أدعو الله تعالى أن يجعل في هذا الجهد الميداني العفوي شفاء لما في صدورنا، وعاملاً قوياً في التمسك بأخر رسالة نزلت للعاملين.
إذاً نشأت فكرة الكتاب من تساؤلات عديدة لسنوات بين أصدقاء عاديين سألوها لتستقر بالحلول الجيدة أفئدتهم، وكانت قضايا كثيرة تناولت ما يخطر ببالنا من ناحية إسلامية إيمانية، ومن ناحية اجتماعية وفكرية أدعو الله تعالى أن يوفقنا لفهم كل ذلك ونضع ما نصل إليه أمام قلوب متلهفة للمعرفة والإيمان.