التصميم التعليمي والتعلم ذو المعنى
تأثرت التربية المعاصرة كميدان عام، بتلك الثورات التكنولوجية والمعرفية التي اتسمت بها العقود الأخيرة من القرن السابق والسنوات الأولى من القرن الحالي، مما دعا إلى إمكانية إحداث تطور ملموس في الممارسات التعليمية داخل مؤسساتنا التربوية بكافة مراحلها وأنماطها ومستوياتها.
إذا كانت التربية كمنظومة كبرى تهتم بتحديد وتحليل المشكلات التربوية المرتبطة بكل مظاهر التعلم الإنساني والسلوك البشري مع تقديم الحلول الملائمة لهذه المشكلات، فإن تكنولوجيا التعليم كمنظومة فرعية Sub-System تبدو كميدان أكثر تمايزاً وتفرداً يركز على فنيات تطبيق المعرفة المستمدة من نظريات التعلم والتعليم ونتائج البحوث المتعلقة بمجال العلوم التربوية والسيكولوجية والإنسانية والاجتماعية لتحسين المواقف التعليمية وتطويرها ورفع مستوى فاعليتها وكفاءتها بهدف إحداث تعلم أفضل كغاية مُثلى من عمليتي التدريس والتعليم.
وقد أصبحت تكنولوجيا التعليم علماً تطبيقياً Applied Science مستقلاً له فلسفته وأسسه وبرامجه التي بدأت تشكل محوراً رئيسياً من محاور العملية التعليمية في معظم البلدان المتقدمة وبعض البلدان الآخذة في التقدم، وذلك داخل مؤسسات التعليم العام والجامعي .