الجنية والعجوز
اسمي " سيمون طوني " وأنا من معتنقي الديانة المسيحية، سأسرد أولاً سيرة أبي " طوني " الذي كان كبقية الأطفال يدرس في المدرسة الابتدائية، فجأة شن العدو الغاشم غارة جوية على المدينة التي كان من ساكنيها، فكان ضحيتها والداه اللذان لقيا حتفهما إثر انهيار منزلهما فوق رأسيهما، وهكذا لم يعد إلى بيته بل عاد إلى كنف عمه الذي تكفله بعد وفاة أمه وأبيه، للأسف أن العم وزوجته العاقر قد أساءا معاملة ذاك اليتيم المشرد، فقد طرده عمه البخيل من المدرسة ليحل محل عامله الوحيد كي يوفر لجيبه راتب هذا العامل، فعمل" " طوني " في المطعم دون مقابل ولا حتى مصروف، هو لم يحرمه فقط من حقه في التعليم بل سلب منه أيضاً حق طفولته، فكم كان يراقب بشغف أولاد الحارة وهم يلهون بفرح ومرح ولا يقوى على اللهو معهم، لأن عمه الجشع قد منعه من اللعب منعاً باتاً، بحجة أنه يجب عليه أن يخدم الزبائن ويهتم بنظافة المكان، وأن لا يشغله أي شاغل عن المطعم خشية اللصوص والمتسولين الذين انتشروا في تلك الآونة، وانتشرت معهم عدة سرقات للغلة والسبب هو غفلة البائع وعدم أخذه للحيطة والحذر منهم..