شرائح حذرنا الله منها
لحمد لله رب العالمين، نحمده ونشكره ونعظمه على نعمة الإيمان، وعلى أن جعلنا من أمة الإسلام، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد "عليه الصلاة والسلام" القائل: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين» لمن تلك العظات بهذا الأسلوب القصصي التحذيري في القرآن الكريم؟ أهي لأبطال تلك القصص وزمانهم؟ أم هي عظات وتحذير وتنبيه للمؤمنين المتقين الموحدين إلى أن تقوم الساعة؟. قال تعالى: ( فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) [الأعراف: 176] . الله سبحانه وتعالى يحذرنا من كيد الكفار والمنافقين ومن تبعهم من الظالمين والمفسدين: من خطورة مكرهم، وعظيم كيدهم، فما حذرنا إلا من شر لابد واقع، وخطر لابد حاصل: يعلمه ولا نعلمه. فشكراً لك يارب. تحرس أمة الإسلام وهي غافلة، وتوقظها وهي نائمة، أهدنا الصراط المستقيم، واحمنا من كيد المجرمين المفسدين: المغضوب عليهم، والضالين المضلين. ما أنزلت هذه الآيات من علام الغيوب، المطلع على حالنا مسبقاً إلا ليعلمنا العلاج الناجح، والثبات أمام العواصف الهوجاء والفتن المفرقة، تلك التي مزقت الجسم الواحد، فقطعت حبائل الود والأخوة.