ما أشبه اليوم بالبارحة
إن الظروف التي تمر بها الأمة اليوم فيها شبه كبير بالفترة التي مرت في تأريخها أيام الحروب الصليبية، فقد توالت هجمات الصليبيين على بلاد الشام وما جاورها طيلة قرنين من الزمان. وقد أرخ لتلك الفترة مؤرخون ثقات منهم عز الدين بن الأثير الجزري الذي عاش بين عامي 555 – 630 هـ في كتابه الكامل في التأريخ. ونظرًا للشبه الكبير بين الظروف التي كانت سائدة في تلك الفترة والوضع الحالي فقد اخترنا من هذا الكتاب نصوصًا خلال حقبتين من الزمن. أولاهما امتدت من قبيل بدء أولى الهجمات الصليبية وانتهت باحتلال بيت المقدس وسائر بلاد الشام. والفترة الثانية امتدت إلى حين تحرير بيت المقدس من قبضة الصليبيين من قبل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.