نداء الإيمان هداية وتدبر
جاءت فكرة هذا الكتاب من الدرس الكبير الذي علمه ابن مسعود للأمة حيث " أتى رجلٌ عبدَ الله بنَ مسعود، فقال: اعهد إلي، فقال: إذا سمعت الله يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ) فأرعها سمعك؛ فإنه خير يأمر به، أو شر ينهى عنه ".
فحريّ بنا كمؤمنين أن نعرف أوامر الله ونواهيه لنا لنستقيم على الطريقة أليس اللّه يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ) [الأنفال: 24] .
لا أقول إني سآتي بما لم يُؤتَ به، بل نحن اليوم عيال على موائد أسيادنا العلماء نسترزق منهم الكلمة والفكرة والعبارة، ولكنها الحركة التي لا بد منها والومضة المطلوبة لنقول: نعم نحن أبناء هذا الدين لا نزال نقول ونعمل ونتحرك ولو كره الكارهون.. إنه خلاص النفس أولاً، وهو ما يجب أن يقدمه كل قادر وفي كل مجال..
إن من لا يرى ما يحل بالأمة اليوم فهو لا يرى الشمس في رابعة النهار، ومن يرى ثم لا يتمعر وجهه، فليراجع حقيقة إيمانه، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله e : «مَنْ أَصْبَحَ وَهَمُّهُ غَيْرُ اللهِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ أَصْبَحَ لا يَهْتَمُّ لِلْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ» ( [2] )
أردت أن أضع بين يدي المؤمنين ما يريد الله تعالى منهم. ونقف على كل نداء، ونتبين ما فيه من أمر ونهي.. ومن افعل ولا تفعل..