عمر والحسين
لم تكن مصادفة في التاريخ الإسلامي، أن يموت ثلاثة من الخلفاء الراشدين الأربعة غيلة وغدراً والدولة الإسلامية في أوج عظمتها وانتصاراتها، إلا إذا افترضنا وجود أصابع خفية من أعداء الأمة وعلى رأسهم اليهود والمجوس والروم، بحيث كان وراء تلك الأحداث التخطيط العميق والتنفيذ الدقيق، لإيقاف الزحف الإسلامي ونشر نوره في العالم أجمع. وكان من نتائج ذلك التخطيط مقتل عظماء الإسلام وانتشار الخراب والطائفية والخصومة بين المسلمين، وكان من أبرز ملامح ذلك، انتشار أفكار الغلو والباطنية والحروب العديدة بين المسلمين واستشهاد العديد من أئمة أهل البيت والصحابة وأبنائهم في العهدين الأموي والعباسي، كما حدث في معارك الطف والحرة ومكة والمدينة والبصرة والكوفة ودمشق ومصر وغيرها.
ولكي نتابع دور هذه الأصابع الخفية وهذا التآمر على الإسلام والقوى المعادية التي تقف وراءه لابد من نبذة تاريخية عن اغتيال الخلفاء الثلاثة (عمر وعثمان وعلي "رضي الله عنهم" ) وغيرهم من شهداء أهل البيت والصحابة كما ترويه المصادر التاريخية، ليكون ذلك حافزاً لنا نحو التصحيح والتصدي لأعداء الأمة الحقيقيين، مهما تخفوا وأظهروا الإيمان بالإسلام والعمل بمنهجه فإن كشف خطط الأعداء وقراءة أفكارهم وأساليبهم وتطهير التراث الإسلامي من الروايات المدسوسة، من أهم الوسائل الناجحة نحو بناء أمة قوية موحدة، للسير نحو توحيد الأمة وتقريب وجهات نظرها في المسائل الخلافية والمذهبية والفكرية وغيرها..