علاقة صفات الله تعالى
تربى المجتمع المسلم الأول على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مُتسلِّحاً بوحدة المصدر في التربية، وبوحدة المنهج كذلك، إلى أن توسعت الرقعة الإسلامية بعد دخول كثير من الأمم والشعوب في دين الله، وقد كانت هذه الشعوب تحمل عقائد وثقافات؛ بعضها إنساني فلسفي، وبعضها الآخر ديني، ولكنه متأثر بالثقافات الإنسانية والفلسفات البشرية، حتى أن الفكر الفلسفي نفسه كان مصبوغاً كذلك بصبغة دينية، إذ هو ثمرة لجهد عقلي توفيقي سابق بين الدين والفلسفة.
ولما اطلع المسلمون على هذا الفكر، وجدوا قضايا عقدية مطروحة تدور حولها أبحاث عقلية، وجهود من الشرح والتوفيق، فنشأت بعض المشاكل من اشتغال بعضهم بهذا الفكر إما لخدمة الدين في تصور بعضٍ، وإما للرد على هذا الفكر الوافد في تصور بعضٍ آخر.
وتمثل القضية التي نعالجها في هذا الكتاب إحدى هذه القضايا التي دار حولها الجدل بين مدارس فكرية في الحياة الإسلامية، وهي قضية علاقة صفات الله تعالى بذاته.