تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
نبذه عن الكتاب
النظم السياسية العربية (إشكاليات السياسات والحكم)
No votes yet
كان العقد الثاني من الألفية الثالثة عاصفاً في العالم العربي، إذ ما اتقدت جذوة ما عُرِفَ بـ(الربيع العربي) حتى تهاوت أركان كثير من النظم الحاكمة وانهارت معها مؤسساتها القائمة وتمزقت أنسجتها الاجتماعية العائمة، وبات المجتمع مهدداً ليس في وحدته فحسب بل في وجوده وكينونته. فبعد أن مضت الموجة الأولى لذلك الربيع والتي حملت شعار ""الشعب يريد إسقاط النظام""، حتى فتكت الموجتين الثانية والثالثة بأوصال كثير من المجتمعات العربية، فباتت تلك المجتمعات منقسمة على نفسها متصارعة في داخلها تشك وتُخَوِنُ بعضها بعضاً، حتى صار الدين والطائفة والمذهب والعرق والمنطقة هوية فارزة بعد أن كانت هوية الوطن جامعة بارزة. ومرد ذلك جملة أسباب تراكمت وتفاعلت فأصبحت مركباً أحادياً في مظهرة متنوعاً في جوهره، لذا لا يمكن بأي حال من الأحوال فصل الأحداث الجارية عن واقع الدول العربية ومجتمعاتها من ناحية، وعن طبيعة ممارسة السلطة في تلك الدول من ناحية أُخرى.