Direkt zum Inhalt

«المشروبات المفرقعة»: أدوية تجارية تحولت لمشروبات غازية

كانت المياه المعدنية — بما فيها المياه المكربنة الطبيعية — يُروَّج لها باعتبارها تشفي من مجموعة مختلفة من العلل.

كانت ماكينات المشروبات الغازية — وهي بالتحديد ظاهرة أمريكية — والتي ظهرت قبل وقت قريب، توجد في الصيدليات لسبب وجيه: كانت هذه الماكينات — التي ظهرت في الصيدليات في نهاية القرن الثامن عشر وزاد انتشارها في ثلاثينيات القرن التاسع عشر — وسائل فعالة في تركيب الوصفات العلاجية؛ إذ إن إضافة كمية صغيرة من مادة ذات نكهة مع بعضٍ من ماء الصودا (مياه فوارة) يجعل الدواء سائغ المذاق. كجزء من دراستي لزيت الثعابين وغيره من الأدوية التي تشفي من جميع العلل — والتي امتدت على مدار سنوات عديدة، وشملت جمع زجاجات أثرية والمقتنيات قصيرة العمر التي تستخدم مرة واحدة وزيارة مواقع مثل متحف كوكاكولا — أصبت بدهشة عارمة عندما علمت أن كثيرًا من المشروبات الغازية الشهيرة ظهرت في البداية كأدوية تجارية، والتي بدورها يعود أصلها إلى العلاج بالأعشاب والعلاج بالطرق الشعبية (انظر الشكل ١). وقد زعم الصيادلة أن المكونات المضافة «تجعل الأدوية طيبة المذاق، حتى إن الناس كانوا يرغبون في شرائها، سواء أكانوا يحتاجونها أم لا، وهكذا تطورت المشروبات الغازية.»

ظهور المشروبات الغازية

كانت المياه المعدنية — بما فيها المياه المكربنة الطبيعية (الشكل ٢) — يُروَّج لها باعتبارها معالِجة لمجموعة مختلفة من العلل. ففي وقت مبكر من بداية القرن السادس عشر حاول العلماء مضاهاة عملية الكربنة الطبيعية. ويعود أصل تقديم أول عملية تطبيقية إلى الدكتور جوزيف بريستلي (مكتشف الأكسجين) في عام ١٧٧٢، ومن ثم ساعد في إطلاق صناعة المياه الغازية. وبمرور الوقت، انتشرت المياه الغازية ذات النكهات المختلفة.

كان لزجاجات المشروبات الغازية الأولى — على سبيل المثال: مِزْر الزنجبيل الإنجليزي — قواعد مستديرة؛ لذلك لم تكن توضع واقفة على قاعدتها، وكان هذا يمنع سِدادة الزجاجة من الجفاف والتقلص، وهو ما كان يمنع ضغط الغاز من إخراجها «بفرقعة».١ بعد ذلك، سجلت زجاجات المياه الغازية «المفرقِعَة» براءة اختراع لسدادات (انظر الشكل ٢ مرة أخرى)، بما فيها السدادة المعروفة منذ عام ١٨٩١، والتي لا تزال مستخدمة حتى الآن، والتي يطلق عليها «التاج» (الغطاء المعدني المجعد ذو البطانة الفلينية).

جِعَة الجذور وسارساباريلا

عُرفت جذور نباتين اثنين بالتحديد — نبات الفشاغ والسَّاسَفْراس (الشكل ١) — في وقت مبكر بمذاقها القوي وخصائصها الطبية المفترضة. وفي عام ١٨٣٠، وصف كونستانتين رافينسك في دراسته حول النباتات الطبية شجرة الساسفراس الأمريكية (نبات عطري من عائلة الغار) وخصائصها، مشيرًا إلى أن «الهنود يستخدمون مستخلص هذا النبات بعد غليه لتطهير وتنظيف الجسد في الربيع.» واستُخدم الساسفراس لفترة طويلة على أنه شاي و«مشروب ربيعي علاجي منزلي الصنع ومطهر للدم». (كنت أجمع الجذور في صغري عندما كنت أعيش في كنتاكي، وعلى ما يبدو أن ذلك كان ينبع من اهتمامٍ فطري؛ إذ إن جديَّ الأكبرين — هاري ومارثا ميرفي — كانا يجمعان الأعشاب من جبال الأبالاش للمداواة ويمارسان الطب الشعبي.)

كان الساسفراس مكوِّنًا أساسيًّا وأصليًّا في الكثير من وصفات جِعَة الجذور، والتي كانت تُخمر في القرن الثامن عشر بوصفها مشروبًا كحوليًّا معتدلًا. ويقال إنه في عام ١٨٧٠ ابتكر صيدلي غير معروف تركيبة طبية، والتي أعلن أنها علاج لجميع الأمراض وقدمها للعامة. مع ذلك، لم تُسوَّق فعليًّا حتى أنتج الصيدلي تشارلز هايرز من فيلادلفيا سائلًا مركزًا في زجاجات صغيرة (انظر الشكل ٣)، وقدمه في المعرض المئوي في فيلادلفيا في عام ١٨٧٦. وبحلول عام ١٨٩٣، كانت عائلة هايرز تبيع نسختها المعبأة من مشروبها الفوار، وهكذا احتلت مكانًا في تاريخ المشروبات الغازية. وكان أحد شعارات الإعلانات: «امزج الصحة بالمرح/اشرب جِعَة الجذور من هايرز.»

من المفارقة أنه بمرور الوقت بدأت الشكوك الجادة تحوم حول الخصائص الصحية لجِعَة الجذور بعد اكتشاف أن السافرول (مادة موجودة في زيت الساسفراس) تسبب مرض السرطان أو تلفًا دائمًا للكبد لدى حيوانات التجارب. ومنعت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية زيت الساسفراس في عام ١٩٦٠، ولكن سرعان ما اكتشف المخترعون عملية لإزالة المادة الضارة مع الحفاظ على النكهة.

وكانت جذور نبات الفشاغ مكونًا شائعًا آخر لجِعَة الجذور، والتي كانت تباع في الأساس لأغراض طبية. وفي عام ١٨٣٥، قدمت المجموعة الدينية الشهيرة «الجمعية المتحدة للمؤمنين بالظهور الثاني للمسيح» (الهزازون) في قائمة الأعشاب الخاصة بها مشروب الفشاغ بوصفه علاجًا لمجموعة متنوعة من الأمراض، منها: مشكلات الهضم والروماتيزم واليرقان و«الزهري الثانوي» وغيرها. ولم يحتوِ ذلك المشروب على جذور الفشاغ فحسب، وإنما احتوى أيضًا على الهندباء البرية واليبروح والقنب الهندي وجذور أخرى، بالإضافة إلى حبوب العرعر ومكونات إضافية. وكان من بين الأنواع العديدة الشهيرة لشراب نبات الفشاغ المفترض أن له آثارًا علاجية مشروب كوربيت (الذي صنعه الطبيب توماس كوربيت الذي ينتمي إلى طائفة الهزازين) و«هود» و«آير».٢

وعلى غرار جِعَة الجذور، تطور مشروب جذور الفشاغ ليصبح مشروبًا غازيًّا (الشكل ٤)؛ إذ أصبح مشروبًا غازيًّا فوارًا ذا نكهة. وبمرور الوقت، أصبح يباع من أجل مذاقه («سيوكس سيتي سارساباريلا» علامة تجارية شهيرة الآن). وكلا المشروبين كان شرابًا مبتكرًا سابقًا للكولا ومشروبات الصودا الغازية الشهيرة الأخرى.

تمتلك المشروبات المستخرجة من النباتات الأخرى — على غرار جِعَة البتولا (التي ظهرت في ثمانينيات القرن التاسع عشر لمنافسة جِعَة الجذور) وجِعَة الزنجبيل ومِزر الزنجبيل — تاريخًا موازيًا لجِعَة الجذور ومشروب الفشاغ. ونظرًا لأن الزنجبيل كان يستخدم لقرون في أغراض علاجية، فإن مزر الزنجبيل يسبق معظم المشروبات الغازية الأخرى التي تستخدم لأغراض طبية. وبالفعل كان يُطلق على المشروبات من ماركة «فيرنورز» — والتي يقال إنها نشأت في عام ١٨٦٦ — «أول مشروب غازي أمريكي». كما كان هناك مشروب «د. براونز سيلراي» — وهو مشروب غازي من نبات الكرفس كان يُقدم في مطاعم الوجبات الخفيفة في نيويورك من عام ١٨٦٩ وبِيعَ كمياه غازية معبأة منذ عام ١٨٨٦.

موكسي

كانت تلك المجموعة التي ظهرت في إقليم نيو إنجلاند من بين أوائل المشروبات التي كانت أدوية تجارية، والتي تحولت إلى مشروبات غازية — والتي أصبحت مبيعاتها الآن محدودة — ولكنها لا تزال محفورة في ذاكرة الناس؛ لأن اسمها — موكسي — مستمد من عبارة عامية تعني الشجاعة أو الجرأة. ابتكر هذا المشروب د. أوجستين تومبسون، والذي زعم أنه يحتوي على مواد مستخلصة من نبات نادر من أمريكا الجنوبية، وادعى تومبسون أن النبات الذي لم يذكر اسمه اكتشفه «صديقه» الملازم موكسي، ومن المفترض أن موكسي كان علاجًا «للإجهاد الذهني والعصبي، وانعدام القدرة الجنسية، والبلاهة والغباء، والتلين المخي، والاختلاج الحركي، والجنون».

صنع مشروب موكسي لأول مرة في عام ١٨٧٦ تقريبًا، ولكن وفقًا لما تشير إليه إعلاناته الحالية، فقد تم تسويقه «منذ عام ١٨٨٤»، وهو الوقت الذي كان فيه تومبسون يبيع المشروبات المعبأة في زجاجات وأيضًا المشروب غير المعبأ المخصص لماكينات المشروبات الغازية. كان موكسي يوصف بأنه «خليط لذيذ من المذاق اللاذع والحلو؛ مشروب يرضي جميع الأذواق». وكان طعمه الفريد يُعزى إلى مكون رئيسي هو «مستخلص جذور نبات الجنطيانا»؛ وجذور نبات الجنطيانا تعد أحد مكونات بعض أنواع المشروبات الكحولية الطبية التي تُصنع من خلال نقع نباتات معينة في الكحول (مرة أخرى، انظر الشكل ١).

كوكاكولا

كان هذا المشروب الغازي الكلاسيكي في الأساس دواء تجاريًّا يباع مقابل خمسة سنتات للكوب في صيدلية جايكوب في أتلانتا بجورجيا في ٨ مايو ١٨٨٦. ونظرًا لأن أتلانتا ومقاطعة فولتون قد أجازتا قانون حظر الكحوليات؛ فقد ابتكر الطبيب والصيدلي جون إس بيمبرتون نوعًا غير كحولي من نبيذ الكوكا، ثم يقال إنه في أحد الأيام أضاف بالمصادفة مادة مكربنة. وبِيع المشروب الجديد سريعًا لماكينات المشروبات الغازية في الصيدليات الأخرى؛ حيث كانت المياه المكربنة تباع وفقًا للاعتقاد أنها صحية (على سبيل المثال كانت مياه الصودا توصف بأنها علاج للسمنة). زعم بيمبرتون أن الكوكاكولا التي ينتجها تعالج أمراضًا مثل عسر الهضم والعجز الجنسي. وأُعلن عنها في البداية على أنها «المشروب المنشط المثالي للأعصاب والمخ، فهو يعالج الصداع وينعش الجهاز التناسلي.» وزعم بيمبرتون أيضًا أن المشروب يعالج إدمان المورفين.

في الواقع، أنتجت أوراق الكوكا وجوز الكولا (الشكل ١) — المستخدمان في المشروب — المواد المسببة لإدمان الكوكايين والكافيين، ومنهما جاء الاسم كوكاكولا. ولكن بمرور الوقت، قُللت الكمية الصغيرة من الكوكايين من المشروب، ثم اختفت أخيرًا مع مطلع القرن العشرين. (المنتج الحالي يحتوي فحسب على نكهة مادة الكوكا.) وظلت مادة الكافيين موجودة، ولكن في عام ١٩١٢، فرض قانون الطعام والعقاقير النقية الأمريكي المعدل ذكر المواد «المسببة للإدمان» و«الضارة بالصحة» على ملصقات المنتج.

كان المشروب يباع في ماكينات المشروبات الغازية حصريًّا حتى عام ١٨٩٤. مع ذلك، ففي ١٢ مارس من ذلك العام، بيعت الكوكاكولا لأول مرة في زجاجات قدمتها شركة «بايدنهارن كاندي» في فيكسبيرج بولاية مسيسيبي. وبحلول عام ١٨٩٥، كان المنتج يوزع في أرجاء الولايات المتحدة وأقاليمها. وبِيع المشروب في عبوات معدنية لأول مرة في عام ١٩٥٥.

بيبسي كولا

كان المنافس الرئيسي لكوكاكولا مشروبًا غازيًّا أُطلق عليه في البداية «مشروب براد» تيمنًا باسم مبتكره كاليب برادهام من نيوبيرن بكارولاينا الشمالية. فقد ابتكر في صيدليته هناك في عام ١٨٩٨ مشروبًا ليتم بيعه في ماكينة المشروبات الغازية، وكان الغرض منه هو المساعدة على الهضم وتعزيز الطاقة. ويبدو أن مكونَيه الرئيسيين — مادة البيبسين (إنزيم هضمي) وجوز الكولا — هما السبب وراء اسمه الذي عُرف به لاحقًا: بيبسي كولا. وتمت الموافقة على طلب تسجيل علامته التجارية في عام ١٩٠٣. ونقل برادهام عملية التصنيع إلى مستودع مستأجر، حيث بدأ في العام التالي بيع المشروب في زجاجات بحجم ستة أوقيات. رُسم الشعار التجاري الأول في عام ١٩٠٥، ثم أعيد تصميمه في عامي ١٩٢٦ و١٩٢٩.

في عام ١٩٣١ — خلال فترة الكساد العظيم — أفلست شركة بيبسي (بصورة أساسية بسبب المضاربة على أسعار السكر، والتي تذبذبت بشدة في أعقاب الحرب العالمية الأولى) وبيعت أصولها وعلامتها التجارية. وبعد ثمانية أعوام، تعرضت الشركة لإفلاس آخر أدى إلى نقل ملكية الشركة إلى شركة حلويات هي «لوفت إنك»، والتي كان يوجد في محلات البيع بالتجزئة الخاصة بها ماكينات للمشروبات الغازية. كان رئيس شركة «لوفت» تشارلز جوث غاضبًا من رفض كوكاكولا تخفيض سعر مشروبها، وكان ينوي استبدال بيبسي بكوكاكولا، ثم جعل الكيميائيين العاملين لديه يعملون على إعادة صياغة تركيبة المشروب. وقدمت بيبسي في عام ١٩٣٦ زجاجة بحجم مضاعف؛ اثنتي عشرة أوقية مقابل عشرة سنتات، ثم خفضت السعر إلى خمسة سنتات بسبب انخفاض المبيعات. وخلال أربعينيات القرن العشرين، استهدف الرئيس الجديد والتر ماك سوق الأمريكيين من أصول أفريقية بإعلانات إيجابية على المستوى العرقي. وبمرور الوقت، أصبح بيبسي منافسًا شديدًا لكوكاكولا.

مشروب د. بيبر

قُدم مشروب غازي أمريكي شهير آخر لأول مرة في عام ١٨٨٥ تقريبًا في مدينة واكو بولاية تكساس. أطلق على المشروب في البداية اسم «واكو» وكان عبارة عن تركيبة ابتكرها تشارلز ألديرتون — الصيدلي الذي كان يعمل في صيدلية موريسونز أولد كورنر. قدم ألديرتون الوصفة للمالك الذي كان يطلق عليه واد موريسون، الذي أسماها د. بيبر (على ما يبدو تيمنًا باسم الدكتور تشارلز تي بيبر من كريستيانزبورج بفيرجينيا، حيث عمل موريسون في فترة شبابه في صيدليته).

كان مشروب د. بيبر يباع في البداية على أنه مشروب طاقة و«منشط للعقل». ولم يُبَع المشروب على المستوى الوطني حتى عام ١٩٠٤. وفي خمسينيات القرن العشرين، أزيلت النقطة التي كانت بعد حرف «د» لأسباب لغوية، وكذلك لإزالة أية إشارة بوجود أثر طبي للمشروب، والذي أطلق عليه «بيبر المنعش اللطيف». وأشارت المحاكم إلى أن مشروب د بيبر ليس «مشروب كولا» ولكنه مشروب ذو نكهة مختلفة. وخلال أوائل ثمانينيات القرن العشرين، وبعد أن أفلست شركة د بيبر، أوقفت لجنة التجارة الفيدرالية استحواذ شركة كوكاكولا عليها؛ ثم اندمجت الشركة بعد ذلك مع شركة سفن أب (لتكونا شركة «د بيبر/سفن أب»).

سفن أب

أطلق رجل الأعمال تشارلز إل جريج من سانت لويس مشروبًا غازيًّا جديدًا قبل انهيار سوق الأسهم بأسبوعين فحسب في عام ١٩٢٩. أطلق عليه في الأساس «صودا حامض الليمون بالليثيوم»؛ وذلك لاحتوائه على سترات الليثيوم. وعنصر الليثيوم موجود في الكثير من ينابيع المياه المعدنية (وكانت المياه المعدنية كثيرًا ما تعبأ وتباع لخصائصها المزعومة المفيدة للصحة)، وكانت في وقت ما توصف لعلاج الكثير من الأمراض، منها: النقرس والروماتيزم وحصوات الكلى. لم يكن المشروب فعالًا في علاج هذه الأمراض، ولكنه معروف بأنه علاج مثبِّت للمزاج. واستخدم جريج في تسويق المنتج شعار «تخلص من الألم والضيق». ثم تغير اسم المشروب بعد ذلك إلى «سفن أب»؛ يُعتقد أن «سفن» (بمعنى سبعة) تشير إلى حجم زجاجته التي بلغت سبع أوقيات و«أب» (بمعنى أعلى) تشير إلى الفقاقيع المتصاعدة منه؛ نظرًا لأنه ثري بالمواد المكربنة.

على غرار المشروبات «الصحية» الأخرى، واجه مشروب سفن أب العديد من المشكلات، من بينها على سبيل المثال، مستويات سامة من الليثيوم — والذي لا يزال يستخدم في علاج الاكتئاب الهوسي — تقترب من مستوياته العلاجية. وبحلول منتصف أربعينيات القرن العشرين، أزيل الليثيوم — لحسن الحظ — من مكونات مشروب سفن أب. وعلى مر السنين، عدلت تركيبة المشروب عدة مرات، وفي عام ١٩٦٩، توقف تصنيع نوع من المشروب لِلْحِمْيَة الغذائية (كان يطلق عليه «لايك») بعد حظر استخدام المُحلِّي الصناعي سيكلامات. كما خُفضت مستويات الصوديوم المرتفعة في المشروب من خلال استخدام سترات البوتاسيوم بدلًا من سترات الصوديوم، كما تخلى المشروب عن ادعاء أنه «طبيعي ١٠٠٪» بعد أن هدد مركز العلوم للمصلحة العامة بمقاضاة الشركة على أساس أن شراب الذرة عالي الفركتوز يُنتَج من خلال عملية تصنيع.

***

وكما أوضحت هذه الأمثلة الرئيسية، فإن المشروبات الغازية الحديثة الشهيرة قد تطورت من أدوية تجارية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. ومن المفارقة أن الآثار العلاجية التي كان يعلن عنها كانت في الواقع إما غير موجودة أو خطيرة، ولكن على مدار السنوات عولجت الآثار الضارة بصورة متواصلة. ويمكننا الآن تحويل اهتمامنا لشيء آخر: المزاعم الطبية والصحية المشكوك في صحتها التي تواصل الظهور تحت مسمى «الطب البديل»، والتي غالبًا ما تكون ضربًا من الدجل القديم، حتى لو كانت معبأة في صورة حديثة.

شكر وتقدير

أقدم جزيل الشكر لزوجتي ديانا جاوين هاريس على اقتراحها لعنوان المقال، وإلى ابنتي شيري روي كروفت من أجل هديتها المتمثلة في زجاجة كولا نيوسيس النادرة الموجودة في الشكل ١. كما أدين بالشكر مرة أخرى لمدير مكتبات «مركز الأبحاث»؛ تيموثي بينجا، وأمينة المكتبة ليزا نولان لمساعدتهما البحثية القيمة.

ملاحظات

١- وصف الشاعر الإنجليزي روبرت ساوثي في عام ١٨١٢ مِزر الزنجبيل بأنه «مشروب لذيذ بين المياه الغازية وجِعَة الزنجبيل، ويطلق عليه «مفرقع»؛ لأن «الغطاء الفليني يحدث صوت فرقعة» عند انتزاعه.»

٢- على الرغم من أن ممارسي المداواة الطبيعية وممارسي طب الأعشاب لا يزالون يروجون لنبات الفشاغ كعلاج «لمجموعة كبيرة من الأمراض»، ويزعمون أنه «مفيد بصورة خاصة في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي»، فإن الأبحاث التي خضعت لمراجعة الأقران فشلت في دعم تلك المزاعم بوجه عام.

16 Dez., 2015 11:25:41 AM
0