Direkt zum Inhalt
"صاحب الراية وتحولاته الوشيكة" رواية في تجربة السلوك

عن دار مخطوطات في لاهاي صدرت، هذا الشهر، للكاتب العراقي علي حسن علي، رواية (صاحب الراية وتحولاته الوشيكة) التي تدخل ضمن الأدب السيري إذ تتداخل السيرة بالسرد الأدبي. تتناول الرواية تجربة "السلوكيين" التي انتشرت بشكل لافت في تسعينيات القرن الماضي في العراق، وظلت، حتى الآن، بعيدة عن متناول الأدب، حيث سلك عدد من طلاب العلوم الدينية في الحوزة الشيعية طريقاً متطرفاً لجهة عصر ظهور المهدي المنتظر بممارسات وتكاليف رياضات روحية وجسدية قاسية وبعضها غريب غايتها تقريب ظهوره الوشيك. وقد تفرق هؤلاء "السلوكيون"، فيما بعد، بين مكتشف لحقيقة التجربة ومصرّين عليها وملحدين ولصوص حتى.

تتطرق الرواية الى الجانب الطائفي أيضاً حيث عائلة الراوي تضمّ أشقاء سنة وشيعة كلّ اتجه بالمذهب الى تخومه البعيدة.

تنقسم الرواية الى تحولات بلغت 31 تحولاً طرأت على مسيرة الراوي السلوكية مع استهلال يمهد للقارئ السياق السردي للكتاب.

الرواية من الحجم الكبير في 228 صفحة تصميم الغلاف للفنان ناصر مؤنس.

يذكر أن هذه الرواية الأولى للكاتب علي حسن علي الحائز بكالوريوس في الأدب الاسباني من جامعة بغداد عام 1989.

من التحول الحادي عشر نقرأ:

"هاتفني باسم وأخبرني بإمكانية الذهاب الى النجف لمقابلة الشيخ منتظر، ففكرة إمامته أو قربه من الامام لابد من أن تجعله عنصراً فعالاً في القضية، من يعلم ربما يكون عيسى بن مريم أيضاً، وهذا ما أشارت إليه الأحاديث، فكل التصورات عن شخص باسم هي محل تصديق.

جلسنا في غرفة الضيوف، كانت الغرفة مفروشة بالسجاد مع بعض الوسائد وكان الشيخ يرتدي زي الحوزة التقليدي؛ العباءة مع العمامة والجبة، أغلب طلاب الحوزة ينتعلون المداس، أما الشيخ فكان ينتعل الحذاء. رحّب بنا كثيراً، وكان دوداً جداً، وابتدأ كلامه عن الفهم في استنباط الحقائق والمعارف، وفهم الخطاب الإلهي والقدرة على تجاوز عالم النفس، فسألته عن طبيعة السلوك ومراحله وفائدة التكاليف، فردّ: - ـ من الممكن أن أعطيك الخطوط العامة للسلوك، ولكن التفاصيل قد تكون ألفاظاً مبهمة، السالك نفسه يصل الى معرفتها"

تذكرت مرة تحدث الى باسم عن التكاليف وأنك قد كلفته باثنين منها، فأحببت أن أرى قدرتي على فعل ذلك فقمت بتأدية تلك التكاليف، لأعلم مدى قدرتي على ذلك.

بدت سورة الغضب ظاهرة على ملامح الشيخ ثم قال: - لا ينبغي لأي شخص أن يؤدي أي تكليف من تلقاء نفسه، إلا بتكليف من الشيخ، الفرد غير السالك، أو حتى السالك في بداية الطريق، لا يعرف كثيراً عن أبعاد التكاليف، وعلامَ تُعطى التكاليف، لكل مرحلة في السلوك تكاليفها الخاصة". ص 64.

19 Apr., 2017 10:01:05 PM
0