البعد الحضاري والاجتماعي عند العرب قبل الإسلام "الأسرة"
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما بلا اعوجاج، وجعله عصمة لمن تمسك به واعتمد عليه في الاحتجاج، وأوجب فيه مقاطعة أهل الشرك بإيضاح الشرعة والمنهاج. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، على رغم أنوف ذوي الجهالة واللجاج، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، الذي مزق ظلام الشرك بما معه من السراج الوهاج، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الذين جاهدوا الكفار وباينوهم من غير امتزاج.
أما بعد: لكل شيء في الكون مرجع وأساس، يرجع ويفزع إليه، فإذا كان مرجع المجتمع ومفزعه إلى الأسرة بكونها الأساس والأصل، وكونها النواة الأولى في بناءه، إذ بصلاحها يكون المجتمع صالحا، وبانحلالها يكون كذلك، لذا لمكانة الأسرة وأهميتها أردنا الخوض في تنظيمات الأسرة في عصر الجاهلية، مبينين دورها في خلق المجتمع قبل ظهور الإسلام، فلأجل هذا كله كان عنوان هذا الكتاب موسوما بعنوان: (البعد الحضاري والاجتماعي عند العرب قبل الاسلام "الاسرة" دراسة تحليلية), ولا يخفى أن مكتبة التاريخ تضم كنوزا ثمينة، ومعادن نفيسة، وان على من أراد استخراج سبائكها تخليصها من التراب العالق بها، ومن رام قطف زهر حدائقها أن يحذر أشواكها.
أترى الشوك في الورود وتعمى أن ترى فوقه الندى إكليلا؟