كيف تصبح كاتبا
إن العرب متذوقو البلاغة العاشقون للكلمة والبيان، سحرهم القرآن بعلو كلامه وتحديه لهم بأن يأتوا ولو بسورة من مثله، فخضعوا لسلاحه البلاغي، ولعلمه وسمو معانيه الحياتية والتربوية والروحية وإجابته عن أسئلتهم الحائرة.
ولما امتد الزمان بالناس، واختلطت الأجناس من الداخلين في الإسلام من الأمم الأخرى تفشى اللحن، وضعف بيان العرب المبين، فكانت الحاجة أبداً إلى التنويه والتدريب والقول في حاجات الكتاب والشعراء، كي تضبط السنتهم، ويستوي القول عندهم على أساسات العرب البيانية.. فكانت مؤلفات الجرجاني وابن قتيبة وغيرهم الكثير من المؤصلين للبيان العربي المبين قديمين وحديثين..
و هذه المشاركة المتواضعة في هذا السياق مبيناً فيها سبل المضي في اتباع هدي الأولين، ثم في مراعاة عصرنا الذي نعيشه، ونزاول فيه الكتابة التزاماً بالهدى، وإنقاذاً للكتابة من وهن الطين، وما يروجه المروجون من وسائل وأساليب تبعد – عن قصد أو غير قصد – اللسان العربي العالي عن ساحة الكاتبين..