المحلي والتراثي في روايات سميحة خريس
يوصف هذا العصر بأنه عصر الرواية، وهذا أمر طبيعي في ظلّ توالد الأجناس الأدبية وتحولاتها، وحيث إن الرواية في الأردن لا يمكن أن يتم تناولها بمعزلٍ عن تحولات الرواية العربية والعالمية، فقد شدني لجنس الرواية انتشارها وانتشار الدراسات الأدبية المتعددة حولها هذا من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى أن الرواية في بنياتها وتكويناتها الداخلية، غالباً ما تتناول في موضوعاتها المجتمعات الإنسانية وتنطلق منها، وتحاكي في بعض أحداثها وقائع وفعاليات يمكن أن نجد لها جذوراً في حياتنا، وهذا ما يمكن اعتباره منجماً للفكر والمعرفة.
وعكست الروائية سميحة خريس من خلال الرواية بساطة الحياة الريفية في الأردن في النصف الأول من القرن العشرين، وردود الفعل العامة اتجاه قضايا أساسية سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، أحدثت تغيّراً جذرياً في المجتمع الأردني الحديث، ولعلّ هذه المرحلة من حياة المجتمع الأردني عامّة ومنطقة حوران خاصة، حملت في طياتها بذور التحول في العديد من نواحي الحياة.