Skip to main content

الأكاذيب تجر بعضها: قد يعتاد المخ على السلوك الكاذب

كشفت دراسة بريطانية جديدة أن الكذب يعد مُنزلقاً خطيراً, فعند التصرف بغير صدق لمرة واحده فإن احتمالية تكرار هذا الفعل وارد جداً في المستقبل, يقول الباحث أن السبب وراء هذا يعود إلى نمو الدماغ مع مرور الوقت بقابلية أقل للتحسس من السلوك الكاذب.

في هذه الدراسة قام الباحثون بالطلب من 80  شخص تتراوح أعمارهم ما بين 18 وحتى 65 أن يقدموا اقتراحهم لشخص آخر عن مقدار الهللات الموجود في الجرة الزجاجية.  في عدد من التجارب تم تغيير الوضع حتى يستفيد المشارك من الكذب, مثال على هذا, قد يعد الباحثون المشاركين بمكافأة ضخمه إذا خمن زملائهم العدد الصحيح للهللات الموجودة في الجرة.


أُوجدت دراسة نشرت في (24 أكتوبر-2016) في مجلة طبيعة علم الأعصاب على الإنترنت, أنه كان هناك تصاعداً في معدل الكذب مع مرور تجارب عديدة.


وقال نيل قاريت-الباحث النفسي في الكلية الجامعية بلندن والمؤلف الرئيسي لهذه الدراسة- في مؤتمر عن الاكتشافات الجديدة , “هذه الدراسة تعد أول دليل تجريبي على تصاعد معدل السلوك الكاذب”.


حينما أجرى الباحثون هذه التجربة على 25 مشاركاً كانت آلة التصوير بالرنين المغناطيسي تقوم بعملية فحص للمخ. وأظهرت نتائج هذه التجربة انخفاضاً في نشاط منطقة في المخ تسمى اللوزة المسؤولة عن المشاعر عند التعرض للسلوكيات الكاذبة مراراً .


وأوجد الباحثون حقيقة ما, وهي أن مقدار الانخفاض في منطقة اللوزة عند كل تجربة يضع توقعاً لحجم الارتفاع في السلوك الكاذب لدى الفرد في التجربة التي تليها: أي كلما كان انخفاض نشاط منطقة اللوزة أعلى خلال تجربة واحده, كلما كانت الكذبة أكبر في المرة القادمة. قال قاريت معلقاً على هذه الحقيقة,” يبدو وكأن تجاوب المخ لهذه الأفعال المتكررة من السلوك الكاذب يعكس انخفاضاً في التجاوب العاطفي لهذا الفعل”.


وقال أيضاً ” تدعم هذه الدراسة الفكرة التي تقول أن نشاط منطقة اللوزة يشير إلى النفور من أفعال نعتبرها  خاطئة أو غير أخلاقيه”. بعبارة أخرى, حينما يكذب شخص لتحصيل فائدة شخصية,تولد منطقة اللوزة مشاعر سلبية  تساعد على كبح هذا التصرف-ولكن كلما زاد كذب الشخص,كلما تلاشى تجاوب منطقة اللوزة لهذا الفعل, وهو ما سيقود إلى منزلق خطير يشجع على زيادة معدل الكذب لدى الفرد.


في هذه الدراسة زاد معدل كذب الأشخاص بشكل أكبر عندما تعلق الأمر باستفادتهم من الكذب هم وزملائهم . قالت تالي شاروت,المؤلف الأول لهذه الدراسة والبروفيسور المساعد في علم الأعصاب المعرفي بكلية لندن الجامعية, “أنه ربما كان هذا أسهل مع تبرير دواعي الكذب لهم. في هذه الحالة لم تُظهر منطقة اللوزة التجاوب نفسه حين يكذب الفرد الواحد لفائدة شخصية”.
مع ذلك كان من المثير للاهتمام اكتشاف أن المشاركين في التجربة لم يُقدِموا على الكذب بقدر كبير ابداً.  كانت جميع افتراضات المشاركين لحجم الهللات أقل بشكل ملحوظ من الحد الأقصى,فتشير الورقة البحثية بخصوص الأفراد ” أنه لديهم دائماً فرصة للكذب بشكل أكبر من المعتاد”.شرحت شاروت أن الناس الذين يكذبون قليلاً,ربما لا يزالون يحتفظون بتصور إيجابي عن أنفسهم.


نوه الباحثون على وجود عيب واحد في هذه الدراسة وهو عدم إعطاء المشاركين  أي ملاحظات عندما يكذبون. يقول الباحثون أنه في العالم الحقيقي تتم معاقبة من يُكتشف أنه تصرف كذب و الثناء على الشخص الصادق وهذا ما يمكنه أن يؤثر على سلوك الفرد المستقبلي. وأضاف أيضاً, أن نتائج البحث ليست واضحة بشكل يسمح بإثباتها على بيئات مختلفة من الناس.


يقول الباحثون,نتائج البحث هنا لها آثار مهمة على اتخاذ القرارات مثل, خوض المخاطر والسلوك العنيف. وقام الباحثون أيضاً بالكتابة في خانة النتائج التالي,” أظهرت النتائج الضرر المحتمل من الاستمرار على عادة الكذب حتى في الأمور الصغيرة والتي تجلب مخاطر في مجال السياسة والتجارة وتطبيق القانون”.
ويقول الباحثون أخيراً,قدمت هذه الدراسة اقتراحا أن الأكاذيب الصغيرة المستمرة تمهد الطريق للكذب بأمور أكبر وبشكل أكبر مع مرور الوقت.

11 Jun, 2017 03:01:09 PM
0

لمشاركة الخبر