Skip to main content
الصين تتسيد الذكاء الاصطناعي متفوقة على أميركا

تسعى الصين بكل اجتهاد إلى أن تكون سيدة عالم الذكاء الاصطناعي، وهي تنجح في ذلك متفوقة على الولايات المتحدة بسبب أفضلية في أربعة محددات: العقول ورأس المال والتنظيم والمعلومات.

أعلنت الصين منذ عام خططًا طموحة لبسط هيمنتها في قطاع الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030. ويعتقد كاي فو لي أن طموح الصين سيتكلل بالنجاح. وهو في موقع يتيح له إصدار مثل هذا الحكم. 

فمؤلف كتاب "القوى العظمى للذكاء الاصطناعي: الصين ووادي السيليكون والنظام العالمي الجديد"AI Superpowers: China, Silicon Valley and the New World Order (المؤلف من 272 صفحة، منشورات Houghton Mifflin  28 دولارًا، منشورات Harcourt) انتقل من تايوان إلى أميركا حين كان في الحادية عشرة، ونال الدكتوراه في الثمانينيات، وعمل مديرًا في أقوى الشركات الأميركية، بينها آبل ومايكروسوفت وغوغل. وهو الآن يدير صندوقًا لرأس المال المغامر. هذه المؤهلات تتيح له أن يتابع السباق بين "القوتين العظميين للذكاء الاصطناعي"، أي الصين وأميركا. 

يعتقد لي أن الصين ستربح السباق، فلديها أفضلية في أربعة محددات لنجاح الذكاء الاصطناعي: العقول ورأس المال والتنظيم والمعلومات. تقول مجلة "إكونوميست" في مراجعتها لكتابه إن تقديره للمعايير الثلاثة الأخيرة مقنع. 

تَقتُل أو تُقتَل
تحليل لي لقوة العقول مسألة فيها نظر. فهو يعترف بأن لدى الغرب خيرة الباحثين، لكنه يرى أنهم لم يعودوا في الصدارة، وأن عصر التنفيذ طغى على عصر الاختراقات في قطاع الذكاء الاصطناعي بتشغيل ألغوريثمات لحل مشكلات يومية. 

تكمن الأفضلية الرئيسة اليوم في امتلاك ملايين الباحثيين المستعدين لتجريب أشياء جديدة. والصين لديها هذه الأعداد، بحسب المؤلف. وبالمقارنة مع أصحاب المبادرات الصينيين الأذكياء والطموحين والمندفعين، فإن شركات وادي السيليكون تبدو متثاقلة، ومهندسيها كسالى على حد تعبيره، مشيرًا إلى أن الأولين نشأوا وسط الفقر والاضطرابات والثانين أبناء مهنيين مرفهين. برأيه، أصحاب المبادرات الصينيين "مصارعون" على الطريقة الرومانية، استوعبوا الدروس التي تعلموها في حلبات القتال، وهي "أن تَقتُل أو تُقتَل". وهم حين يتلقون ضربة يردون الصاع صاعين. 

على النقيض من ذلك، فالشركات الأميركية قانعة بما لديها، لا تفارق الزوايا المريحة لها على الانترنت، مثل فايسبوك في الإعلام الاجتماعي وأمازون في التجارة الالكترونية، من دون منافسة حقيقية بينها. 

القيم غائبة
تلاحظ "إكونوميست" أن القيم هي الغائبة في طرح لي أو بالأحرى يظن أن القيم تُلهي عما هو مهم. يكتب لي أن الغرب يحتضن الفكرة القائلة إن الابتكار والإبداع يتطلبان حرية تعبير، في حين أن نمو الاقتصاد الصيني يدحض ذلك. وعلى الرغم من أن تدفق الأفكار بحرية قد يكون ضروريًا في العلوم الاجتماعية، ففي التكنولوجيات التي لا تعرف السياسة أثبت النظام الصيني أنه نظام تجديدي. 

أما حشد المعلومات التي تقف وراء عمل منظومات الذكاء الاصطناعي، فإن لي يعتقد أن استعداد المستهلكين الصينيين للتنازل عن الخصوصية لأسباب نفعية يمنح الشركات الصينية أفضلية كبيرة في السباق على تسيد الذكاء الاصطناعي.

لكن لي لا يأخذ في الاعتبار كيف يمكن أن تتغير مصالح المستهلكين، خصوصًا عندما يصبح الأشخاص أكثر ثراء وأشد تطلبًا إزاء الحكومة. يتهرب من القضية الملحّة للمراقبة التي تمارسها الدولة، وتُستخدم لقمع الحرية الفردية. 

طبقًا لتقديرات لي، فزهاء نصف فرص العمل والوظائف في أميركا ستكون مهددة بالأتمتة في غضون 20 عامًا، ويتوقع أن يحدث شيء مماثل في الصين، وهنا أيضًا يرجّح أن تتعامل الصين مع ذلك بطريقة أفضل من أميركا، لأن اقتصادها في مرحلة مبكرة من التطور، وعمّالها سيتكيفون بمرونة أكبر. 

لا بديل
سينهار الأنموذج الاقتصادي للبلدان النامية القائم على الأيدي العاملة الرخيصة من دون وجود بديل واضح، وسيظهر نظام عالمي إمبراطوري جديد تصبح فيه البلدان الأخرى دولًا تابعة لإحدى القوتين العظميين في قطاع الذكاء الاصطناعي، وفقًا لتوقعات لي. 

لكن "إكونوميست" ترجّح ألا يكون لي مصيبًا في توقعاته. صحيح أن الذكاء الاصطناعي نسخة جديدة من السباق لغزو الفضاء، والصين وأميركا في صدارة المتسابقين. لكن تحليل لي المقارن للرأسمالية الصينية والرأسمالية الغربية يفتقر إلى البيانات. فخبرة الصين مع الرأسمالية لا تتعدى 30 عامًا، ولا تكفي للتوصل إلى أن نظام المنافسة المحكوم بقواعد أفضل من التنافس بلا ضوابط. 
مر الغرب بكوارث مالية مدمرة قبل أن يدرك ضرورة لجم ممارساته الرأسمالية السيئة، بدلًا من إطلاق شهيتها بلا قيود. ومن الجائز أن تحدث أزمة مالية في الصين للتخفيف من اعتدادها بنظامها الاقتصادي. 

في الختام تقول "إكونوميست" أن كتاب لين على الرغم من موضوعته المستقبلية، ينتمي إلى جنس مألوف من الكتابات التي تبث الخوف بشأن آفاق عالم المال والأعمال.

هذا التقرير عن "إكونوميست". 

06 Oct, 2018 08:50:24 AM
0

لمشاركة الخبر