Skip to main content
خالد عزب اختراق «شفرة الماضي» وتدعيم الآثار كعلم اجتماعي.

خالد عزب اختراق «شفرة الماضي» وتدعيم الآثار كعلم اجتماعي. 

 

يتناول الدكتور خالد عزب في كتابه "الآثار شفرة الماضي بين اللغز والحل" الصادر عن الدار المصرية اللبنانية أهمية دراسة الآثار كعلم اجتماعي بوصفه الوسيلة الأبرز لمعرفة حقيقة الانسان على كوكب الأرض.

ويأخذنا الكتاب في جولة تمهد للقارئ استيعاب الحيز المعرفي الذي تدور فيه دراسات "الآثار" مقتربة بالدراسات التراثية والتاريخية.

ويشير في مقدمة الكتاب إلى أن علم الآثار يهدف إلى الحفاظ على المكتشفات التي تعود للماضي السحيق، وكذلك الماضى القريب بالكشف عنها وحفظها، لكن حدوده لا تقف عند ذلك، بل تتجاوز ذلك إلى محاولة فهم الإنسان وتطور المعرفة الإنسانية، فالمواد التي يعثر عليها علماء الآثار لا تخبرنا بمفردها بكل شيء فعالم الآثار يضع افتراضات وتساؤلات ليصل إلى رؤية لما تم الكشف عنه.

ويتضمن الكتاب ٦ فصول، تتنوع بين البحث في علم الآثار وتطور المجتمعات، و فك طلاسم الماضى وسرد تطور الكتابة وفك شفرات اللغات القديمة كالمصرية القديمة، لافتا إلى محاولة العرب وما قدموه من خطوات مهمة فى فهم هذه اللغة وطبيعتها سواء عبر ذو النون المصرى أو ابن وحشية، متطرقا إلى خطوات فك الكتابات السومرية وكيف تم فك شفرتها، وكتابات المايا.

ويتطرق الكتاب إلى رؤية علماء العرب لعلم الآثار، فقد جعل العرب والمسلمين النظر فى الماضى للعظة والعبرة، من هنا نستطيع أن نفهم كتاب المقريزى المؤرخ المصرى فى العصر المملوكى حين عنون كتابه " المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار " الذى يذكر فيه آثار القاهرة وما طرأ عليها من تحولات عبر الزمن.

كما يتناول الكتاب إلى اهتمام علم الآثار بجوانب الطعام المادية التي كانت سائدة منذ العصور الحجرية، متتبعا أصول الغذاء وتطوره وانتشاره.

ويلفت إلى أصل أكلة طبق الفول المصرية، عرفت منذ عصر الأسرات الأولى الفرعونية، وعثر على بذوره فى أحد قبور الأسرة الثانية عشر الفرعونية وفى العديد من الأماكن.

ويشرح المؤلف أن كلمة فول مدمس تعنى بالمصرية القديمة " الفول المدفون" وأصلها تمس بالعربية إلى مدمس، كما أعد المصرى من نبات الفول الفلافل، التى ظهرت فى أحد المشاهد المصرية القديمة، كما صنع من الفول البصارة التى كانت تعرف بـ " بسى أورو " أى فول مطبوخ.

وكشف المؤلف عن مهنة الطباخ فى القصر الملكى فى العراق القديم كانت لها مكانة خاصة، ووصلنا رقم طينية تعود إلى ما قبل 1700 قبل الميلاد بها وصفات وطقوس الطبخ فى القصر، تحتوى على 25 وصفة، 21 منها عن اللحم المسلوق بالماء، وأربع منها تشمل اللحم المطبوخ بالخضراوات.

ويحذر الكتاب من أن سرقة الآثار من موقعها من قبل اللصوص تفقد القطعة الأثرية جزءا كبيرا من قيمتها، فالسياق الذى يجرى فيه الكشف عن القطعة الأثرى تحليله يساعد علماء الآثار على فهم المجتمعات القديمة وطبيعة النشاط البشري.

وحصل الدكتور خالد عزب على درجة الدكتوراه في الآثار الإسلامية من جامعة القاهرة في "التحوّلات السياسيّة وأثرها في العمارة في مدينة القاهرة منذ العصر الأيّوبي وحتى عصر الخديوي إسماعيل".

وهو عضو في عدد من المؤسسات والجمعيات العلمية، منها جمعية الآثار والفنون الإسلامية، واتحاد كتاب مصر، وجمعية إحياء التراث العلمي للحضارة الإسلامية. يرأس تحرير مجلة "أبجديات"، ومجلة "مشكاة".

وشغل سابقاً منصب رئيس مفتشي الآثار في الفترة الممتدة بين العامين 1994 و2001. كما تولّى منصب نائب مدير مركز الخطوط، وهو أحد المراكز البحثيّة التابعة لمكتبة الإسكندريّة في الفترة الممتدّة ما بين العام 2003 وحتّى شهر يناير من العام 2009.

 

 

المصدر: الشروق 

21 Nov, 2020 11:55:33 AM
0

لمشاركة الخبر