سمية بالرجب ديوان حالة وعي نصوص شعريّة تنبش في عمق الراهن

 

 

صدر مؤخرا عن دار سيراس للنشر (2020) ديوان «حالة وعي» وهو التجربة الأولى في نشر المخطوط الشعري للشاعرة والقاصة التونسية «سمية بالرّجب»، ويضمّ الدّيوان 16 قصيدة تتراوح بين شعر التفعيلة والنثر.

تنتصر الشاعرة في كل نصّ شعريّ في ديوانها لحالة وعي مؤرّقة، هي أشبه بهفوات قلما ينبش في عمق الرّاهن، ليؤسس لحالة تفكُّر في قضايا الوطن والعالم وليقدم قراءة قاسية لخبايا الذات.

ديوان حالة وعي هو استفاقة شاعرة سجنت نفسها في عوالم لا تشبهها لسنوات، فجاءت لحظات فارقة في تاريخ تونس المعاصر والمنطقة العربية لتهز كيان أديبة شابة لطالما تاقت إلى الانعتاق من زمان ومكان لا يشبهها، تقول سمية بالرّجب عن ديوانها: «هو مغازلة لهذا الكائن الواعي الذّي يصرخ في دواخلنا محتجا على رداءة تعشش في الأفضية والعقول بل هو صراع متوهج يسكن وجداننا المتألم والمنحسر في واقع نريد أن تنعتق أرواحنا منه وتنبعث إلى فضاء حرّ يشبهنا.. يشبه أحلامنا.. ويشبه أرضنا».

تحاول الشاعرة في ديوان «حالة وعي» التخلص إلى واقع تنقده بصرامة لتنحته بحروفها وتشكله شعريّا من خلال إعادة إنتاج المعنى والّروح العميقة للفعل والتفعيلة والقافية؛ إذ تقدم سمية بالرّجب في ديوانها إلى القارئ رحلة واعية مدججة بمشاعر متضاربة (تتراوح بين الأمل واليأس والخوف والغضب والحبّ) بين المدن المكلومة في تونس وفي المنطقة العربية.

من أجواء الديوان نقرأ من قصيدة «حالة وعي»:

«يا لهذا الحرف كم يرنو سعيدا

في تفاصيل الحكاية ..

كم.. من حالة للوعي تشدو فوق جرح صامت

في ثنايا الشوك..

أظلمت كل العيون

كنت أمضي في ثناياهم جروحا

كان خطوي والظلام..

لهفة للنّور تشدو

جدولا ينسابُ في قلب الشجن

«حالة للوعي ترنو في سأم»..

سنشفى ..تكلم قلبي :

«تُرى هل ظفرت بهذا الزّمن ؟»

أوان الحنين إلى كل وعي

وكلُّ امتحان لهذا الوطن».

يذكر أن سميّة بالرجب شاعرة وقاصة تونسيّة، من مواليد العام 1986، حاصلة على الدّكتوراه في علوم الإعلام والاتصال من معهد الصحافة وعلوم الإخبار - سنة 2018. باحثة في علوم الإعلام والاتصال ، صحفية متعاونة ومكلفة بالاتصال بجامعة منوبة . في رصيدها مجموعتان قصصيتان وكتاب جماعي للشعر. حاصلة على إحدى جوائز «عشق الكلمات» للشعر النّسائي التي نظمتها مؤسسة mbc بالإمارات العربية المتحدة سنة 2009 ، حاصلة على عدد من الجوائز الوطنيّة في الشعر والقصة القصيرة.

 

 

 

المصدر: الدستور